شهدت مدينة صفاقس مؤخرًا فضيحة اجتماعية ومهنية هزّت قطاع التكنولوجيا، بعد أن قامت شركة فرنسية ناشطة في تونس بطرد 45 مهندسًا تونسيًا دفعة واحدة، وذلك دون تمكينهم من مستحقاتهم المالية أو حقوقهم القانونية. إغلاق مفاجئ دون إنذار و في تصريح لتونس الرقمية، أكد المهندس في الإعلامية أمين خشارم البالغ من العمر 33 سنة، إنّه عمل في الشركة المذكورة لمدة سنة وتسعة أشهر، مشيرًا إلى أنّ ظروف العمل في البداية كانت مستقرة، قبل أن تبدأ المشاكل مع سوء إدارة المشاريع وتأخر تسليمها وتزايد الضغوطات. وأضاف: من أجل تلبية طلبات الحرفاء وضمان احترام الآجال، اضطررنا للعمل ليلا نهارا، أحيانًا حتى الثالثة صباحًا، بما في ذلك عطلات نهاية الأسبوع». غير أنّ المفاجأة وقعت يوم 22 سبتمبر، حين تم إعلام الموظفين عبر البريد الإلكتروني بقرار غلق الشركة. وعند قدومهم إلى مقرها، اكتشفوا أنّ الأبواب أُقفلت وأنّ الأقفال تغيّرت، ما اضطرهم للاستعانة بعدل منفذ لإثبات الواقعة. حقوق مهضومة المهندسون المطرودون أكدوا أنّهم لم يحصلوا على كامل أجور شهر أوت، ولا على أجور 22 يومًا عملوا خلالها في سبتمبر، فضلًا عن حرمانهم من تعويضات الخروج والعطل غير المستهلكة. وقال خشارم: «قيل لنا ببساطة: خذوا الحواسيب والشاشات والكراسي كتعويض وارحلوا. لم يُذكر شيء عن أجورنا أو مستحقاتنا». ويتهم المهندسون الإدارة الفرنسية، وكذلك المدير العام في تونس، بإخفاء حقيقة الوضع إلى آخر لحظة، مما ترك عشرات العائلات دون مورد رزق. ازدراء للكفاءات التونسية وبحسب خشارم، فإنّ المبرّر الذي ساقته الشركة يتعلق ب«تراجع الجودة»، وهو ما ينفيه بشدة، مؤكدًا أن عديد الحرفاء أبدوا رضاهم عن الخدمات. «كيف يمكن أن تنهار جودة 45 مهندسًا في وقت واحد؟»، يتساءل. وعن إمكانية أن يكون استغناء الشركة عن كل هؤلاء المهندسين دفعة واحدة مرده اعتمادها على الذكاء الاصطناعي الذي أصبحت تستغله عديد الشركات في العالم لتعويض الكفاءات البشرية، أوضح محدثنا أنّ الفريق كان يطوّر حلولًا تقنية خاصة بالشركة، لا يمكن استبدالها بسهولة، مضيفًا: «لم يطردوا المطورين فقط، بل حتى رؤساء المشاريع. الذكاء الاصطناعي لا يمكنه أن يدير فرقًا بشرية أو مشاريع معقّدة». نداء للسلطات أمام هذا الوضع، لجأ المهندسون إلى تفقدية الشغل ووجّهوا نداءً إلى الإعلام والسلطات العليا في البلاد. وختم أمين خشارم قائلا: «ما نطالب به بسيط: أجورنا، عطلنا، وتعويض عن الضرر المادي والمعنوي الذي لحق بنا. من غير المقبول أن تغلق شركة أبوابها فجأة وتلقي ب45 عائلة في الشارع»… تعليقات