مع اقتراب موعد الإعلان عن جائزة نوبل للسلام (10 أكتوبر 2025)، يكثّف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جهوده ومساعيه الدبلوماسية لإبرام اتفاق بين حركة المقاومة حماس والاحتلال الإسرائيلي. خطوة يراها مراقبون محاولة شخصية بقدر ما هي سياسية، تهدف إلى تكريس صورته ك«صانع سلام» في الشرق الأوسط. سباق مع الزمن منذ أسابيع، ضاعف ترامب اتصالاته عبر القاهرة والدوحة، مصرّاً على إنهاء الاتفاق قبل 9 أكتوبر. هذا التاريخ ليس اعتباطياً بالنسبة له، بل يتزامن مع اقتراب الإعلان عن نوبل، ما يكشف عن رغبته في تسجيل «إنجاز تاريخي» قبل الموعد الرمزي. طموح شخصي قبل كل شيء ترامب يسعى لإحراز جائزة نوبل للسلام التي سبق أن حصل عليها منافسه باراك أوباما مع بداية ولايته. بعد فشله في تسوية الحرب الروسية-الأوكرانية، يراهن على الملف الأكثر تعقيداً وخطورة: الحرب الإسرائيلية على غزة. حتى اتفاق جزئي لوقف إطلاق النار أو تبادل الأسرى سيكون كافياً – في نظره – لتقديم نفسه ك«رجل السلام العالمي». واقع ميداني مختلف لكن على الأرض، يظل الواقع أكثر تعقيداً: القصف على غزة مستمر، والمعاناة الإنسانية تتفاقم، والأمم المتحدة تحذر من انهيار كامل للوضع. غياب الثقة بين الطرفين يعقّد أي انفراج، ويجعل من طموحات ترامب رهينة الحسابات السياسية أكثر منها رهينة حقائق ميدانية. بالنسبة لترامب، الهدف واضح: أن يدوَّن اسمه قبل 9 أكتوبر في سجلات التاريخ، ولو باتفاق هشّ، شرط أن يُنسب إليه. وراء المبادرة تختفي رغبة جامحة في الرمزية والاعتراف الدولي أكثر من حرص حقيقي على إنهاء الحرب. تعليقات