6 سنوات سجنا في حق وزير شؤون اجتماعية سابق    الإفراج عن مواطن حكم عليه بالإعدام بتهمة إتيان أمر موحش تجاه رئيس الجمهورية    الافراج عن صابر شوشان    على قناة تونسنا... "لحمت" بين مكرم اللقام وعلي الكعبي    ناشط إيطالي يعلن اعتناقه الإسلام بعد اعتقاله في إسرائيل: "حبّي لفلسطين قادني إلى الشهادة"    عاجل: لاعب من المنتخب يتغيب على التربص دون مبرر!    إصابات جديدة في الترجي بعد كلاسيكو رادس!    ترامب يهاجم غريتا ثونبرغ: "مشاغبة تخلت عن حماية البيئة"    رئيس الدّولة يشدد على ضرورة الاستعداد المحكم لموسم جني الزيتون    قيس سعيد: أموال طائلة ضخمة تُوجّه من الخارج تحت جُنح الظّلام وأموال تُهرّب وتُبيّض    طقس الثلاثاء: بعض الأمطار وانخفاض في درجات الحرارة    الثلاثاء: سحب كثيفة مع أمطار متفرقة بهذه الجهات    العربي بن بوهالي: لماذا تشعر الأسرة التونسية بأن التضخم أعلى بكثير من 5 بالمائة؟    نتنياهو يحذر: الصواريخ الإيرانية قد تصل إلى الولايات المتحدة مستقبلاً    أسطول الصمود: 4 تونسيين لم يتمكن الفريق القانوني من مقابلتهم    قرار قضائي ضد محمد رمضان بسبب أغنية    المهدية: ضبط 870 طناً من المواد الغذائية... وإيقافات بشبهة تكوين وفاق قصد المضاربة    انطلاق الدورة الثانية للصالون المهني للصناعات التقليدية الاثنين    عاجل: قرقنة: مياه البحر تغمر طرقات ساحلية والبلدية تحذر    لدى استقباله وزير الفلاحة: رئيس الجمهورية يتابع آخر الاستعدادات لموسم جني الزيتون    نوبل الطب 2025: 3 علماء يفوزون بالجائزة لاكتشافهم 'كوابح' الجهاز المناعي    المعرض الدولي للسّياحة بمدينة ناغويا اليابانية .. جناح تونسي مميّز، وتوقّعات باستقطاب نحو 8 آلاف سائح ياباني    فحوى اتصال رئيس الدولة قيس سعيد بالسيسي..    بعد النجاح الساحق لأغانيه الأخيرة..فضل شاكر يسلّم نفسه للجيش اللبناني    في الأيام الدوليّة للفنون التشكيلية ... أكثر من 30 رساما سيزيّنون المنستير بجداريات    إجراء 30 عملية زرع كلى وكبد وقلب تم نقلها من 10 متبرعين متوفين دماغيا    البيت الأبيض: نعمل جاهدين على الاتّفاق المقترح بشأن غزّة..    تم ضبطها بميناء حلق الوادي .. 20 سنة سجنا لأجنبية من أجل تهريب مخدّرات    معرض الرياض الدولي للكتاب 2025: مشاركة أكثر من 25 دولة من بينها تونس    دوري أبطال افريقيا.. تعيينات حكام مباريات الترجي و الاتحاد المنستيري    قبلي: انطلاق موسم جني التمور وسط مؤشرات إيجابية حول جودة الصابة وتخوّف الفلاحين من تدني أسعار الشراء    حلّ الخلافات قبل النوم.. بين الحكمة الشائعة والخطر الصامت على العلاقة الزوجية    صفاقس: توقعات بتسجيل اضطراب في مواعيد سفرات اللود بين صفاقس وقرقنة اليوم وغدا (الشركة الجديدة للنقل)    الأيورفيدا، التراث الحي للهند في خدمة رفاه تونس    محرز الغنوشي: ''اجواء تميل الى البرودة...طقس متاع كواتات''    بعد تسليم نفسه: إبن فضل شاكر يُعلن..    شنوّة الحاجات اللي لازم تبدّلهم ديما باش حياتك تبقى صحية ومرتّبة    عاجل/ بالأرقام: الديوانة تحجز كميات مهولة من المخدّرات    عاجل: في بالك...تنجّم تعطي لرضيعك تلقيح القريب    سبعة منتخبات تتطلع لحسم تأهلها إلى كأس العالم في ختام تصفيات إفريقيا    "الايطاليون في تونس ... مسارات هجرة متوسطية ومواطنة كونية" ... عنوان ندوة فكرية بقنصلية تونس ببولونيا    مسرحية "جاكراندا" تشارك في مهرجان بغداد الدولي للمسرح    بطولة كرة السلة: برنامج مباريات الجولة الرابعة ذهابا    بطولة العالم لبارا ألعاب القوى: رجاء الجبالي تحرز برونزية دفع الجلة لفئة (اف 40)    الرابطة 2: سبورتينغ بن عروس ينفصل عن المدرب اسكندر مجبورة    عاجل: في سبتمبر...الزيوت تنخفض ب24% والخضر واللحوم تواصل الصعود!    عاجل: رئيس وزراء فرنسا يقدم استقالته...لماذا؟    طقس اليوم: الحرارة في انخفاض نسبي مع بعض الأمطار الضعيفة    عاجل/ اليوم: ترحيل 75 ناشطا من أسطول الصمود من هذه الجنسيات    نسور قرطاج يبدؤون التحضيرات لمواجهتي ساوتومي وناميبيا...وهذه المواعيد    حادث مرور مروع في راس الجبل يسفر عن وفاة شخص على عين المكان واصابة اخر اصابة بليغة    مختصة في علم النفس: علامات المراهقة قد تتواصل الى سن ال25 عاما    نهار اليوم ادخل للمتاحف والمواقع الأثرية التونسية ببلاش    أسرة عبد الحليم حافظ تخالف وصيته والجماهير غاضبة..شفما؟!    استراحة الويكاند    رمضان 2026: شوف شنوّة تاريخ أول الشهر الكريم وعدد أيّام الصيام فلكيا    خطبة الجمعة ..تصدّي الإسلام للجريمة    عاجل/ مفتي الجمهورية الأسبق حمدة سعيّد في ذمّة الله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العربي بن بوهالي: لماذا تشعر الأسرة التونسية بأن التضخم أعلى بكثير من 5 بالمائة؟
نشر في باب نات يوم 07 - 10 - 2025

في تدوينة تحليلية نشرها على صفحته بموقع فيسبوك، قدّم الخبير الاقتصادي التونسي المقيم في أستراليا العربي بن بوهالي قراءة معمّقة حول أسباب شعور الأسر التونسية بارتفاع التضخم أكثر مما تعلنه الأرقام الرسمية، معتبرًا أن «المعدل المُعلن البالغ 5% لا يعكس حقيقة الضغوط المعيشية اليومية».
وقال بن بوهالي إن معدل التضخم لشهر سبتمبر 2025، الذي بلغ 5% وفق مؤشر أسعار الاستهلاك العائلي، يبقى مرتفعًا جدًا بالنظر إلى تراكم التضخم خلال الأشهر التسعة الأولى من السنة، والذي بلغ 5.5%.
أخبار ذات صلة:
تراجع طفيف لنسبة التضخم خلال شهر سبتمبر لتبلغ 5 بالمائة...
تضخم حقيقي أعمق من المعلن
وأوضح الخبير أن بيانات المعهد الوطني للإحصاء تُظهر أن المنتجات الزراعية شهدت ارتفاعًا متراكمًا بنسبة 13.6%، والملابس بنسبة 9.5%، والخدمات الأخرى (خاصة البنكية والتأمينية) بنسبة 8.2%، في حين ظلت النسب الإجمالية مضلّلة لأنها لا تعكس تباين الأسعار داخل سلة الاستهلاك.
وأشار إلى أن سلاسل التوريد الطويلة وتعدد الوسطاء بين المنتج والمستهلك النهائي يرفع من أسعار الجملة ويغذّي التضخم الميداني، مضيفًا أن هذا العامل «يجعل الإحساس الشعبي بغلاء الأسعار أكبر بكثير من الأرقام التقنية».
البورصة كمؤشّر موازٍ للتضخم
ولفت بن بوهالي إلى أن مؤشر بورصة تونس BVMT ارتفع خلال الأشهر التسعة الماضية بنسبة 21%، مبيّنًا أن رأس المال في السوق المالية يتكوّن أساسًا من البنوك وشركات التأمين والمتاجر الكبرى، وهي جهات تمتلك «قدرة احتكارية جزئية على تحديد الأسعار، ما يعمّق التضخم البنيوي».
في المقابل، لم تتجاوز زيادة أجور العمال والموظفين الصغار والمتوسطين نسبة 2.6%، أي أقل من نصف معدل التضخم التراكمي، ما أدى إلى تراجع القدرة الشرائية للأسر وتآكل مداخيلها الحقيقية.
سياسة نقدية ومالية تزيد الضغط
وأضاف بن بوهالي أن الاقتصاد التونسي «تضرر من كلا الجانبين»:
* من جهة، أبقى البنك المركزي سعر الفائدة عند 7.5% للحد من الاستهلاك،
* ومن جهة أخرى، رفعت الحكومة الضرائب بنسبة 12% هذا العام، ما أدى إلى تراجع الاستثمار والإنتاج.
وقال إن «الضرائب الإضافية، التي كان يفترض أن تُخصّص للاستثمار وزيادة الطاقة الإنتاجية، وُجّهت في الواقع إلى الأجور والدعم، ما زاد الضغط التضخمي».
مقارنة دولية غير مطمئنة
ونوّه الخبير بأن شركاء تونس التجاريين تمكنوا من خفض التضخم خلال العامين الماضيين، في حين بقي المعدل في تونس مرتفعًا، مضيفًا:
«طالما بقي التضخم في تونس أعلى من شركائنا التجاريين، فإن الدينار سيواصل التراجع، ما يعني تضخمًا إضافيًا، وارتفاع كلفة الإنتاج والدين، وتآكل مدخرات الأسر».
وبيّن أن معدل التضخم يبلغ حاليًا 2% في أوروبا، و1.8% في ليبيا، و3.7% في الجزائر، و2.2% في المغرب، مقابل 5% في تونس.
حلول مقترحة لتطويق التضخم
قدّم العربي بن بوهالي جملة من الإجراءات المقترحة للحكومة والبنك المركزي:
1. توجيه تمويلات ميسّرة للفلاحة:
شراء البنك المركزي ديون البنك الوطني الفلاحي المتعلّقة بديوان الحبوب، وتقديم قروض بفوائد منخفضة للمزارعين لزيادة الإنتاج الغذائي والحد من التضخم الغذائي.
2. دعم مؤسسات الطاقة:
تمكين الشركة التونسية للكهرباء والغاز (STEG) والشركة التونسية لاستغلال النفط (ETAP) من قروض منخفضة الفائدة لتقليص ديونها وخفض كلفة الطاقة على المستهلكين.
3. تحفيز الشركات المصدّرة:
تخفيض الضرائب على المؤسسات المدرجة في بورصة تونس، وتشجيعها على التوسّع نحو السوقين الليبية والجزائرية لتحقيق وفورات الحجم وجلب عملات صعبة تدعم الدينار وتحدّ من التضخم.
نحو استقرار نقدي في الأفق المتوسط
وفي ختام تحليله، دعا بن بوهالي إلى أن يستهدف البنك المركزي التونسي معدل تضخم لا يتجاوز 2% خلال 12 شهرًا، معتبرًا أن المعدل الحالي (5%) مرتفع جدًا بالنسبة لدولة مصنّفة ضمن الشريحة الدنيا من الدخل المتوسط.
كما شدّد على ضرورة إصلاح النظام البنكي الذي «يوجّه قروضه للاستهلاك بدل الإنتاج»، مطالبًا بتنسيقٍ فعلي بين السياسة النقدية والمالية، مع خفض تدريجي للفائدة إلى 5% وتخفيف الضغط الجبائي على المؤسسات خلال السنة المقبلة، حتى «تتم حماية الدينار، وإنقاذ الاقتصاد التونسي من الركود الوشيك».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.