في تصريح خاص لتونس الرقمية، تحدّثت الدكتورة سندس بكّار، رئيسة وحدة طبّ الشيخوخة بمستشفى محمود الماطري بأريانة ونائبة رئيس الجمعية التونسية لطبّ الشيخوخة ، عن ظاهرة عالمية متسارعة تتمثّل في تسارع وتيرة الشيخوخة السكانية. « العالم في طور الشيخوخة، ونحن نشهد شيخوخة سكانية عالمية، حيث سيرتفع عدد الأشخاص الذين تجاوزوا سنّ الستين من 900 مليون إلى 2.2 مليار شخص بحلول سنة 2050، وفقًا لتقديرات منظمة الصحة العالمية. » وأضافت أنّ هذا يعني الانتقال من 12٪ إلى 22٪ من سكان العالم، أي أنّ شخصًا واحدًا من كلّ أربعة سيكون فوق سنّ الستين بحلول عام 2050. « هذه الشيخوخة ليست دون انعكاسات طبية ونفسية واجتماعية واقتصادية، ومن أبرز الانعكاسات الطبية زيادة استهلاك الخدمات الصحية من قبل كبار السنّ. » وأوضحت الدكتورة بكّار أنّ هذا الاستهلاك يشمل الاستشارات الطبية، واستعمال الأدوية، والفحوصات البيولوجية والإشعاعية، والعلاجات غير الدوائية. « رعاية المسنّين هي رعاية شاملة: طبية، نفسية واجتماعية. لا يمكن معالجة المريض دوائيًا فقط دون النظر في مشاكله الاجتماعية، ومع من يعيش، ووضعه المالي، وحالته النفسية. » وأكّدت على أهمية الوقاية قائلة: « الوقاية أمر أساسي. كبار السنّ معروفون بتعدّد الأمراض، وبالتالي بتعدّد الأدوية. » وبيّنت أنّ تعدّد الأمراض (البوليباثولوجيا) يعني إصابة الشخص بعدّة أمراض تنقسم إلى ثلاث مجموعات: « المجموعة الأولى تُعرف بالأمراض المزمنة التي تبدأ في سنّ مبكرة وتستمرّ مع الشخص إلى مراحل متقدّمة من العمر. في سنّ السبعين أو الثمانين، تظلّ هذه الأمراض موجودة لكن في مرحلة التعقيدات. » « هناك أيضًا الأمراض المرتبطة بالسنّ، وهي تلك التي تظهر في مراحل متقدّمة مثل الأمراض القلبية والسرطانات والأمراض العصبية التنكّسية. » وأضافت أنّ عدد هذه الأمراض يتزايد بشكل كبير مع تقدّم العمر، مشيرة إلى مجموعة ثالثة تمثّل خصوصية طبّ الشيخوخة: « وهي ما نسمّيه المتلازمات الشيخوخية، وهي ليست أمراضًا بحدّ ذاتها، بل حالات مرضية معقّدة تكتسب أهميتها في طبّ الشيخوخة، مثل سوء التغذية، الاكتئاب، الهشاشة، وفقدان الاستقلالية. » واختتمت الدكتورة بكّار بالتأكيد على أنّ العمر لم يعد معيارًا أساسيًا في التعامل الطبي، بل درجة هشاشة الحالة: « لم يعد العمر هو المحدّد للرعاية، بل درجة الهشاشة. وهناك سلاسل تقييم لمعرفة مستوى الهشاشة، ولهذا نجد أشخاصًا مسنّين لكنّهم متماسكين بدنيًا وذهنيًا، وآخرين على العكس يتطلّبون رعاية دقيقة جدًا خاصة فيما يتعلّق بالجرعات والعلاجات والمتابعة. » تعليقات