أعلن البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية (BERD) والاتحاد الأوروبي (UE)، يوم الاثنين 13 أكتوبر 2025 في تونس، عن إطلاق آلية جديدة لتمويل الاقتصاد الأخضر، تهدف إلى مرافقة المؤسسات التونسية في مسارها نحو التحول البيئي والتكيّف مع المعايير الدولية في المجال البيئي. تسعى هذه المبادرة، ذات البعد الاستراتيجي، إلى تحفيز الاستثمارات في التقنيات المستدامة وتعزيز قدرة النسيج الاقتصادي التونسي على الصمود، مع دعم جهود البلاد في الحد من بصمتها الكربونية وتشجيع نموّ شامل يحترم البيئة. رافعة للنمو المستدام للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في تونس تعتمد الآلية، التي تحظى بدعم مشترك من البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية والاتحاد الأوروبي، على تعاون مباشر مع عدد من البنوك والمؤسسات المالية التونسية التي ستُخصّص خطوط تمويل لمشاريع تتعلق بكفاءة الطاقة، والطاقة المتجددة، والإدارة المستدامة للموارد. وأبرزت مائدة مستديرة جمعت ممثلين عن القطاعات العامة والخاصة والمصرفية الدور المحوري للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والصغرى في إنجاح هذا التحول. فهذه المؤسسات، التي تمثل أكثر من 90٪ من النسيج الاقتصادي التونسي، يُنتظر أن تكون المحرك الرئيسي للاقتصاد الأخضر في البلاد. اتفاقيات ملموسة لدعم التمويل الأخضر وخلال حفل الإطلاق، وقّع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية على بروتوكولي اتفاق مع مؤسستين ماليتين تونسيّتين، لتكريس شراكات جديدة في تمويل المشاريع الخضراء. تندرج هذه الاتفاقيات في إطار الاستراتيجية الأوروبية لتعزيز التمويل المستدام في منطقة البحر الأبيض المتوسط، وتُجسّد التزام البنك بحشد القطاع الخاص لمواجهة التحديات المناخية. وقد عرض ممثلو البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية والاتحاد الأوروبي برامجهم لدعم الاستثمار الأخضر، مؤكدين ضرورة تسريع رقمنة المؤسسات وتحسين كفاءة الطاقة وإزالة الكربون من سلاسل الإنتاج، بهدف تمكين الشركات التونسية من مجابهة المنافسة الدولية. البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، شريك رئيسي للتنمية المستدامة في تونس منذ انطلاق نشاطه في تونس سنة 2012، استثمر البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية ما يقارب 2.8 مليار يورو في 83 مشروعًا موزّعة على كامل التراب الوطني، منها 67٪ في القطاع الخاص. وقد ساهمت هذه الاستثمارات في تحديث البنى التحتية، وتعزيز تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ودعم تنويع مصادر الطاقة في البلاد. ومن خلال هذه الآلية الجديدة، يؤكد البنك الأوروبي مجددًا رغبته في جعل تونس محورًا رئيسيًا في أجندته الخضراء الإقليمية، عبر دعمها لتصبح مركزًا للابتكار المستدام وفاعلًا تنافسيًا في سلاسل القيمة الأوروبية المتوسطية. تعليقات