تشهد أروقة حلف شمال الأطلسي توتراً شديداً، ليس بسبب الحروب هذه المرة، بل بسبب فضيحة فساد تهز صفوف هذه المؤسسة الدولية الوازنة! فما هي تفاصيل القضية؟ بحسب ما كشفت عنه وسائل إعلام بلجيكية وفرنسية، من بينها La Lettre، وصحيفة Le Soir البلجيكية، وموقع التحقيقات الفلمنكي Knack، ومنصة Follow the Money، فقد تم الكشف عن عدة قضايا فساد داخل منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، تتعلق بمبالغ مالية تُقدّر بعدة ملايين من اليوروهات. وتشير التقارير إلى أنّ الأمر يتعلق بعسكريين سابقين لهم صلة بعقود تابعة لوكالة الدعم والمشتريات التابعة للناتو (NSPA)، التي تتخذ من كابيلن في لوكسمبورغ مقراً لها. وتُعنى هذه الوكالة بتنسيق «الاقتناء، والتشغيل، وصيانة أنظمة الأسلحة» الخاصة بالدول الاثنتين والثلاثين الأعضاء في الحلف. كما أوضحت التحقيقات أنّ هذه القضية ترتبط بسلسلة من التحقيقات الدولية، بدأت في بلجيكا ثم امتدت إلى الولاياتالمتحدة وهولندا، وأسفرت عن تنفيذ عدد من المداهمات بين فبراير ويونيو في سبعة بلدان مختلفة. وعلى سبيل المثال، ذكرت صحيفة Libération الفرنسية أنّ «وكالة NSPA التي تضم 1500 موظف، كانت في صميم صفقات شراء معدات عسكرية بلغت قيمتها 3 مليارات يورو في عام 2023، و7 مليارات في عام 2024». وقد جرت عمليات توقيف بين شهري فبراير ومايو 2025 في سبعة بلدان أوروبية، أدت إلى سجن أكثر من عشرة مشتبه بهم، من بينهم خمسة أشخاص يعملون أو سبق أن عملوا في وكالة NSPA. لا تعليق من الناتو… والتحقيقات متواصلة وفي تصريح لصحيفة Le Soir، أوضحت المتحدثة باسم الحلف، أليسون هارت، بشأن هذه الاتهامات بالفساد، أنّ «حلف شمال الأطلسي لا يعلّق في الوقت الحالي، تفادياً للتأثير على مجريات التحقيقات الجارية». تعليقات