يحطم أرقامه القياسية بنفسه، ويعود ليكسرها من جديد. النيجيري أليكو دانغوتي، أغنى رجل في القارة منذ سنوات طويلة، لا يعرف سقفًا لطموحه وهو في سن ال68. فقد أصبح رئيس مجموعة «دانغوتي» العملاقة أول إفريقي تتجاوز ثروته الشخصية حاجز الثلاثين مليار دولار، بفضل الأداء القوي لشركاته المدرجة في بورصة لاغوس، والتي تلقى إقبالًا واسعًا من المستثمرين. هذا الملياردير الذي يهيمن على قطاعات الإسمنت و النفط وغيرها، بلغ مستوى غير مسبوق في آخر تحديث لمؤشر «بلومبرغ للمليارديرات» الصادر يوم الأحد 26 أكتوبر. هذا المؤشر، الذي يرصد يوميًا ثروات وتصنيف أغنى 500 شخص في العالم، أشار إلى أن ثروة دانغوتي زادت ب2,43 مليار دولار منذ 1 جانفي 2025، لتصل إلى 30,5 مليار دولار. و يحتل أليكو دانغوتي المرتبة 73 عالميًا في قائمة أغنى الشخصيات في العالم و يعود الفضل في نمو ثروته أساسًا إلى الارتفاع الكبير في قيمة شركاته المدرجة في سوق الأسهم النيجيرية، وفق ما أورده موقع «بيليونييرز أفريكا». فعلى سبيل المثال، قفزت قيمة شركة «ناسكون ألايد إندستريز» (المتخصصة في تكرير الملح) بنسبة مذهلة بلغت +279% منذ بداية العام الجاري، بينما تضاعفت تقريبًا قيمة سهم «دانغوتي شوجر» (إنتاج السكر). أما شركة «دانغوتي للأسمنت» – وهي أكبر منتج للإسمنت في القارة بطاقة تبلغ نحو 55 مليون طن سنويًا – فقد ارتفعت قيمتها بأكثر من 38% منذ جانفي 2025. يُذكر أن ثروة دانغوتي كانت قد بلغت 27,8 مليار دولار في أكتوبر 2024، بزيادة قدرها 15,1 مليار دولار، إثر بدء تشغيل مصفاته العملاقة لتكرير النفط، وهي الأكبر في القارة. و كان مؤشر «بلومبرغ للمليارديرات» قد احتسب لأول مرة قيمة هذا المشروع الذي استغرق إنجازه 11 عامًا، وكلف نحو 20 مليار دولار. و بطبيعة الحال، فإن إدخال قيمة هذا المجمع النفطي في حساب ثروة دانغوتي عمّق الفارق بينه وبين المليارديرات في جنوب إفريقيا ومصر. و لا يقتصر نشاط مجموعة «دانغوتي» على تكرير النفط والملح وإنتاج السكر، بل يمتد إلى قطاعات الزراعة والأسمدة وصناعة السيارات واللوجستيك والعقارات. باختصار، رجل الأعمال النيجيري حاضر في كل مجال يدرّ أرباحًا ضخمة. و يؤكد الخبراء أن ثروته مرشحة لمواصلة تحطيم الأرقام القياسية. و كان دانغوتي قد صرّح في مقابلة مع مؤسسة «ستاندرد أند بورز غلوبال» يوم 20 أكتوبر 2025، أنه يعتزم بيع ما بين 5 و10% من أسهم مصفاته العملاقة في البورصة النيجيرية خلال العام المقبل – رغم أنه كان في البداية ينوي الاحتفاظ بها بالكامل – بهدف زيادة رأس مال شركته وتعزيز قدراتها الإنتاجية، بل ومضاعفتها لتصل إلى 1,4 مليون برميل يوميًا بدلًا من 650 ألفًا، ما يجعلها أكبر مصفاة في العالم ويمنحها حضورًا أقوى في السوق العالمية. ويولي الملياردير النيجيري اهتمامًا خاصًا بالمستثمرين القادمين من الشرق الأوسط، الذين كثفوا نشاطهم في القارة الإفريقية خلال السنوات الأخيرة ولم يترددوا في ضخ أموال طائلة. فعلى سبيل المثال، استثمرت قطر هذا العام أكثر من الصين في إفريقيا (58,5 مليار دولار مقابل 39 مليارًا)، وهو ما يبدو أنه ألهم دانغوتي لمواصلة توسيع إمبراطوريته الاقتصادية. تعليقات