خطت تونس خطوات جادة في اتجاه تطوير اقتصاد أخضر ومن بينها وضع الاستراتيجية الوطنية للاقتصاد الأخضر وفقا لمبادئ أربعة و هي تطوير نمو قوي ديناميكي وشامل ومبتكر ومتضامن وتقليل أثار تأثيرات تغير المناخ على الموارد الطبيعية والنظم البيئية المعرضة واعتماد نهج الحوكمة اللامركزي والتشاركي لتشجيع المبادرات المحلية وتعزيز نوعية حياة المواطنين. وتسعى العديد من دول العالم ومن بينها تونس بحكم ريادتها في قطاع الاقتصاد الازرق الى تأكيد التزامها الدولي في هذا الصدد حيث تنطلق فعاليات الدورة ال28 لمعرض "إيكوموندو 2025" يوم 4 نوفمبر 2025 لتتواصل إلى غاية يوم 7 نوفمبر 2025 بمركز المعارض بمدينة ريميني الإيطالية. وتنتظم هذه الدورة التي ستشهد مشاركة 121 بلدا، من بينها تونس، ببادرة من مجموعة المعارض الايطالية. وتشارك تونس بممثلين عن الجامعة العامة للنسيج والملابس والأحذية والجلود والوكالة الوطنية للتصرف في النفايات، بالإضافة إلى ثلة من رجال الأعمال الممثلين لشركات مخصصة في العديد من المجالات الصناعية. وسيوفر المعرض للمشاركين التونسيين فرصة اجراء العديد من اللقاءات وإبرام اتفاقيات مع نظرائهم من البلدان المشاركة. ويتضمن معرض "ايكومندو 2025" عدة محاور رئيسية، تخص تحويل النفايات إلى موارد و إدارة المياه والاقتصاد الأخضر وإعادة تأهيل التربة والطاقة الحيوية والزراعة والمراقبة البيئية والاقتصاد الحيوي. كما يحتضن المعرض فضاءات متخصصة على غرار فضاء الاقتصاد الأزرق لحماية البحار وفضاء المدن وفضاء التصميم الورقي البيئي وفضاء الأزياء والتقنيات غير الحفرية وغيرها. ويشمل برنامج المعرض تنظيم مؤتمرات من إعداد اللجنة العلمية تتمحور حول مناقشة احدث التشريعات في المجال واستعادة النظم البيئية والطاقة الحيوية الجديدة والإدارة الذكية للموارد، مع تسليط الضوء على الدور المتزايد للتكنولوجيا الخضراء في إفريقيا. وإيكوموندو هو معرض إيطالي دولي يعتبر الحدث المرجعي في أوروبا للحالة البيئية، حيث يركز على الاقتصاد الأخضر والتحول الدائري، كما يمثل منصة عالمية تجمع بين الشركات والخبراء وصناع السياسات لتبادل الابتكارات في مجال استعادة الموارد و إدارة المياه و الطاقة الحيوية والاقتصاد الأزرق. يشار الى ان ظهور مفهوم الاقتصاد الأخضر ليس جديدا، وقد برز منذ قمة الأرض سنة 2012، حيث أن خيار الاقتصاد الاخضر هو منوال تنموي جديد، يندرج في إطار القضاء على الهشاشة الاقتصادية، ويمكّن من ارساء مقومات نمو اقتصادي مندمج ومحتوى تكنولوجي رفيع وانبعاثات منخفضة للكربون، وهو صديق للبيئة ويحقق العدالة الاجتماعية والرفاهة. ويعمل الاقتصاد الأخضر على تقليص مستوى انبعاثات ثاني اكسيد الكربون ويمهد الطريق نحو انتقال تكنولوجي نظيف باعتماد تكنولوجيات حديثة تقلص من استهلاك الموارد الطبيعية. تعليقات