تعتمد المملكة العربية السعودية في تطوير السياحة الدينية على عدة محاور رئيسية تشمل توسيع البنية التحتية، تحسين الخدمات، وتبسيط الإجراءات، وذلك ضمن رؤية المملكة 2030. وتشمل هذه المحاور توسيع مشاريع الحرمين لاستيعاب المزيد من الزوار، واستخدام التقنيات الحديثة لتحسين تجربة الحجاج والمعتمرين، وتسهيل الحصول على التأشيرات، وتقديم خدمات شاملة تبدأ من السفارات وصولاً إلى إقامتهم في المملكة. في هذا الصدد، تنظم "دارة الملك عبد العزيز" وهي مؤسسة متخصصة في حفظ تاريخ وجغرافية المملكة والعالم الاسلامي، ملتقى "تاريخ الحج والحرمين الشريفين" بالتعاون مع وزارة الحج والعمرة وبرنامج "خدمة ضيوف الرحمن"، وذلك خلال الفترة من 10 إلى 12 نوفمبر الجاري، على هامش أعمال النسخة الخامسة من مؤتمر ومعرض الحج المقام بمدينة جدة. يهدف الملتقى إلى إبراز الجهود التاريخية والتنظيمية للمملكة في خدمة الحرمين الشريفين، وتوثيق التحولات المعمارية والفنية التي شهدتها المشاعر المقدسة، وكذلك استخدام أحدث الأساليب لدراسة تاريخ الحج بالاستفادة من الوسائط الرقمية، ودعم البحث العلمي المتخصص في هذا المجال. كما يسعى الملتقى إلى تحويل مخرجاته إلى محتوى يخدم مجالات التعليم والإعلام ويُسهم في إبراز التطور التاريخي لرحلة الحج في العالم الإسلامي. ويتضمن الملتقى على مدى ثلاثة أيام أكثر من 10 جلسات حوارية متخصصة بمشاركة أكثر من 50 متحدثاً من أبرز المؤرخين والباحثين والمختصين في مجالات التاريخ والعمارة والثقافة والإعلام والتقنيات الرقمية، مشكلاً بذلك حدثاً علمياً وثقافياً فريداً من نوعه في توثيق شعيرة الحج برؤية حديثة وشاملة. وتشهد أعمال الملتقى مناقشة عدة محاور، تشمل التحول الرقمي في التوثيق والإرشاد وجهود تنظيم الحج والعمرة، وتطور أساليب إدارة والنقل والرعاية الصحية. كما يناقش ما ورد عن الحج والحرمين في المدونات التاريخية وكتابات الرحالة، فضلا عن استعراض الاشكال المعمارية المرتبطة بالحرمين الشريفين والهوية البصرية في المخطوطات والخرائط التاريخية، إلى جانب حضور الحج في الذاكرة الثقافية والأدبية ودور التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي في التوثيق التاريخي. ويُقام على هامش الملتقى معرض مصاحب بعنوان "مائة عام من العناية بالحرمين الشريفين" يوثق تاريخ الحج على مدار قرن من الزمان، من خلال عرض وثائق أصلية نادرة، وصور فوتوغرافية تاريخية ومخطوطات ومقتنيات أثرية وأدوات استخدمها الحجاج، إضافة إلى وسائط رقمية وتقنيات عرض حديثة. يذكر أن "دارة الملك عبد العزيز" تنظم الملتقى ضمن مشروع تاريخ الحج والحرمين، وفق رسالتها في حفظ وتوثيق تاريخ المملكة وتاريخ الحرمين، ليكون الملتقى منصة وطنية وعالمية لتوثيق شعيرة الحج وتعزيز الصورة الحضارية للمملكة العربية السعودية، بما يواكب مستهدفات رؤية السعودية 2030 في مجالي الثقافة والسياحة، وذلك من خلال المحتوى العلمي والرقمي التفاعلي الذي يبرز العمق التاريخي للحج والحرمين الشريفين. ووفقاً للأرقام التي أعلنتها وزارة الحج والعمرة السعودية، فإن معرض الحج والعمرة 2025 يتضمن 143 جلسة وورشة عمل، و270 جهة عارضة، وأكثر من 150 ألف زائر متوقع، و800 اتفاقية وشراكة، و150 دولة مشاركة، بالإضافة إلى 225 متحدثاً من مختلف التخصصات، ومساحة عرض تتجاوز 60 ألف متر مربع، و18 قطاعاً حيوياً ضمن منظومة الحج والعمرة، و3 مسارات رئيسية و12 محوراً تخصصياً. تعليقات