أعلنت الصين، اليوم الاثنين، تعليق العمل لمدة عام بما يُعرف ب"الرسوم الخاصة بالموانئ" المفروضة على السفن الأميركية، وذلك بالتزامن مع قرار الولاياتالمتحدة وقف رسوم مماثلة كانت تُفرض على السفن الصينية. خطوةٌ اعتُبرت إشارة تهدئة نادرة في سياق نزاع تجاري مُحتدم بين أكبر اقتصادين في العالم. وجاء هذا التطور بعد أشهر من التوترات التجارية ورفع الرسوم الجمركية من الجانبين، قبل أن يتفق الرئيس الصيني شي جينبينغ ونظيره الأميركي دونالد ترامب، الشهر الماضي في كوريا الجنوبية، على تخفيف تدريجي لبعض الإجراءات العقابية المتبادلة، بهدف إعادة فتح قنوات تفاوض أكثر هدوءًا. وكانت هذه الرسوم قد وصلت في وقت سابق إلى مستويات ثلاثية الأرقام، ما أدى إلى تعطيل حركة التجارة بين بكين وواشنطن، وخلق ضغطًا إضافيًا على سلاسل الإمداد العالمية، في وقت يشهد الاقتصاد العالمي تباطؤًا وتراجعًا في حركة الشحن البحري. وقالت وزارة النقل الصينية إن تعليق الرسوم بدأ اليوم في تمام الساعة 13:01 بالتوقيت المحلي (05:01 بتوقيت غرينتش) ويشمل السفن التي تُشغَّل أو تُبنى في الولاياتالمتحدة وتزور الموانئ الصينية. يأتي ذلك في وقت فقدت فيه صناعة بناء السفن الأميركية مكانتها التاريخية منذ عقود. فبعد أن كانت متصدرة عالميًا عقب الحرب العالمية الثانية، لم تعد تمثل اليوم سوى 0.1 بالمئة فقط من الإنتاج العالمي، بينما أصبحت آسيا مركز الثقل العالمي للصناعة، بقيادة الصين التي تبني قرابة نصف السفن الجديدة في العالم، تليها كوريا الجنوبية ثم اليابان. المراقبون يعتبرون هذه الخطوة مؤشرًا على رغبة الطرفين في إعادة ضبط قواعد الاشتباك التجارية، ولو مؤقتًا، في انتظار جولة مفاوضات جديدة قد تُرسم على ضوئها ملامح هدنة أكثر استقرارًا في الأشهر المقبلة. تعليقات