ليس من باب التهويل أو المبالغة إذا قلنا إنّ العالم يسوده الظلم والقهر وسياسة تَهْدِيم الشعوب وتجويعها، في غياب محكمة العدل الدولية التي تصدر أحكامها وقراراتها وتبقى جامدة يغطيها الغبار. أضف إلى ذلك الغياب شبه الكلّي للمنظمات الإنسانية في أيامنا هذه؛ حتى أصبح خبر قتل الكلاب وقنص الحيوانات بكل أنواعها وأشكالها جريمة يعاقب عليها القانون، بينما إبادة إخوان لنا في الدين واللغة والتاريخ الواحد في الأراضي الفلسطينية—وخاصة في غزة الأبية—وتمزّق جثث المسنين والأطفال بعد تجميعها من قِبَل لصوص ومجرمين في فلسطين ولبنان وسوريا واليمن وأخيرا في السودان، صار خبراً عادياً في نشرات الأخبار، ويُنتظرون لتقديم إحصائيات أعداد الموتى والمفقودين. منهم من لا يزال تحت الركام بأعداد كبيرة لفترة فاقت السنتين في غزة الصامدة. كفانا لا مبالاةً وصمتاً رهيباً. لا بدّ أن يتحرّك كل أحرار العالم بكل الوسائل المتاحة لفرض السلام، وإلا أصبح استعمال كل أنواع السلاح أمراً مباحاً، لأنّ ما اُفتك بالقوة لا يُستردّ بغير القوة إذا ما تواصَلت عربدة عصابات الكيان الصهيوني الممولة والمدعومة بالسلاح والمال والإعلام الموجّه والمسموم. لا بدّ أن يعي كل مجرمي الحرب أنّ التاريخ لن يرحمهم، وأنّ هناك دعوة يعيش الناس بمقتضاها في سلامٍ وأمان. هذا شعار لابدّ من تطبيقه وتنفيذه، وهذا ممكنٌ ووارد، لأنّ الأجيال الحالية والقادمة تريد أن تعيش في سلام وترفض الحروب العِرقية والإبادة الجماعية ونشر الفتنة والتفرقة العنصرية، مهما كانت مصادرها أو طبيعتها. لا بُدّ أن يقوم الإعلام الدولي بواجبه، وأن تنطلق حملات متواصلة لردع كل الإجرام الدولي وتشهر به أمام المحافل الدولية. والله أكبر. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. تعليقات