تعدّ تونس من البلدان الرائدة في مجال صناعة مكونات الطائرات نظرا لكفاءة الموارد البشرية بهذا القطاع إضافة إلى البنية التحتية الملائمة لاستقطاب للمستثمرين والمصنعين في المجال على غرار قطب صناعة مكونات الطائرات بالمنطقة الصناعية بالمغيرة من ولاية بن عروس. ورغم مرور القطاع بفترة صعبة نسبيا بسبب جائحة كورونا ومخلفاتها والازمات العالمية، الا انه توجد حاليا عودة قوية للاستثمارات بهذا القطاع بسبب رجوع سلاسل الانتاج الدولية بعد توقف دام لمدة لسنوات متتالية وذلك في سياق اقبال ملحوظ من طرف الشركات العالمية على مجال صناعة مكونات الطائرات في البلاد حيث توجد حاليا استثمارات جديدة في هذا القطاع تهم بالأساس مشاريع توسعة في طور الانجاز وأخرى في انتظار التجسيم . وتعمل جل شركات تصنيع مكونات الطائرات المتواجدة في تونس على توسعة نشاطها مستفيدة بالخصوص من اليد العاملة التونسية المختصة التي تعتبر نقطة قوة البلاد . في هذا الصدد، تتجه تونس لتعزيز صناعة مكونات الطيران عبر شراكة استراتيجية مع فرنسا، مع خطط لتطوير المهارات والبنية التحتية وجذب الاستثمارات، لتصبح منصة إقليمية للابتكار والأسواق الأوروبية والأفريقية. أكدت سلط الاشراف سعيها لتعزيز مكانتها في قطاع مكونات الطيران، الذي يُعدّ أحد الركائز الاستراتيجية للصناعة الوطنية، عبر توسيع التعاون الثنائي مع فرنسا. جاء ذلك على هامش لقاء وزير الاقتصاد والتخطيط، سمير عبد الحفيظ، مع ستيفانيا سونيا دلالي، رئيسة جمعية الصناعات التونسية للطيران والفضاء، وفريدريك باريسو، المدير العام لجمعية الصناعات الفرنسية للطيران والفضاء. تركزت المناقشات على فرص الشراكة وجذب الاستثمارات في قطاع يواصل استقطاب شركات دولية جديدة، مستفيدًا من الخبرة المحلية واستقرار البنية التحتية اللوجستية. وأشار الوزير إلى أن قطاع الطيران يمثل أحد الصناعات عالية التقنية ويعدّ رافعة أساسية لتعزيز تنافسية الصناعة التونسية. وأكد على التزام الحكومة بتوفير بيئة استثمارية داعمة، من خلال التكوين المتخصص، وتطوير البنية التحتية اللوجستية، ودعم المستثمرين الأجانب، خاصة الفرنسيين الراغبين في تأسيس أعمالهم أو توسيع أنشطتهم في تونس. وأشار ممثلو الجانبين، دلالي وباريسو، إلى أن القطاع يشهد نموًا مستدامًا في تونس، وأن البلاد تتجه لتصبح مركزًا إقليميًا رائدًا في إنتاج مكونات الطيران. كما شددوا على أهمية التنسيق بين المؤسسات الحكومية، الشركات الصناعية، والمختصين في القطاع لوضع استراتيجيات مشتركة تهدف إلى رفع التنافسية، تطوير المهارات، وزيادة القيمة المضافة عبر كامل سلسلة الإنتاج. هذا ويستفيد قطاع الطيران في تونس من شراكة طويلة الأمد مع فرنسا، ويضم أكثر من 80 شركة توظف آلاف المهندسين والفنيين. ويؤكد الاجتماع على استمرار الديناميكية الصناعية بهدف تحويل تونس إلى منصة إقليمية للابتكار والتكامل تخدم الأسواق الأفريقية والأوروبية على حد سواء. يشار الى ان تونس تعمل على إعداد ميثاق التنافسية للنهوض بصناعة مكونات الطائرات في أفق سنة 2030. ويهدف مشروع الميثاق الذي تم الانطلاق في إعداده إلى مضاعفة صادرات هذا القطاع وإحداث 8 آلاف موطن شغل إضافي في أفق 2030، من خلال استقطاب المزيد من الاستثمارات الرائدة وذات المحتوى التكنولوجي في هذا المجال. ويشمل هذا القطاع 80 مؤسسة صناعية تؤمن حوالي 20 ألف موطن شغل وحقق نسبة نمو سنوية ب8% ويساهم بدوره ب3.5% في الناتج الداخلي الخام، في حين سجلت الصادرات حوالي 2 مليار دينار موفى سنة 2023. اشترك في النشرة الإخبارية اليومية لتونس الرقمية: أخبار، تحليلات، اقتصاد، تكنولوجيا، مجتمع، ومعلومات عملية. مجانية، واضحة، دون رسائل مزعجة. كل صباح. يرجى ترك هذا الحقل فارغا تحقّق من صندوق بريدك الإلكتروني لتأكيد اشتراكك. تعليقات