يحي العالم اليوم ذكرى أحداث 11 سبتمبر 2001 التي ساهمت في تغييرات جذرية على تعامل الولاياتالمتحدة مع المسلمين . في ذلك اليوم استهدفت هجمات منسقة نفذها تنظيم القاعدة الولاياتالمتحدة فصدم بطائرتي ركاب خطفوهما برجي مركز التجارة العالمي فيما اسقطوا طائرة ثالثة على مجمع البنتاغون في واشنطن، وتحطمت طائرة رابعة في حقل في بنسلفانيا بعدما هاجم ركابها الخاطفين. وكان من تداعيات هذه الهجمات – التي قتل فيها ما يقارب ثلاثة آلاف شخص من جنسيات كثيرة وعرقيات متعددة، وأعلن تنظيم القاعدة لاحقا مسؤوليته عنها- سلسلة أحداث سياسية وعسكرية غيرت مجرى تاريخ شعوب بأكملها، وأثارت دوامات من الحروب وأعمال العنف الدموية ذهب ضحيتها ملايين البشر بين قتيل ومصاب ومعتقل ومشرد. فبعد أيام من وقوع الهجمات، أصدر الكونغرس الأميركي متعجلا قانون « التخويل باستخدام القوة » الذي يمنح رئيس البلاد سلطة « استخدام كل القوة الضرورية والمناسبة ضد الدول والمنظمات والأشخاص الذين خططوا وأعطوا الإذن وارتكبوا أو ساعدوا في الهجمات التي وقعت في 11 سبتمبر2001، أو من هم مثل هذه المنظمات أو الأشخاص ». وبما أن الكونغرس لم يحدد لهذا القانون تاريخ انتهاء صلاحية أو حدودا جغرافية، فقد اتخذته الإدارة الأميركية غطاء لشن عدة حروب بدءا بأفغانستان ومرورا بالعراق وليس انتهاء بهجمات الطائرات بلا طيار في باكستان واليمن، إضافة لارتكابها خروقا واسعة لحقوق الإنسان شملت التنصت على المكالمات الهاتفية دون إذن قضائي، وتعذيب المتهمين بارتكاب « أعمال إرهابية » أثناء استجوابهم.