احتفلت تونس كسائر البلدان الأعضاء بالمنظمة العالمية للأرصاد الجوية يوم 23 مارس من كل سنة باليوم العالمي للرصد الجوي. وقد اختارت المنظمة لهذه السّنة موضوع "فهم السحب"، شعارا للاحتفال بهذا اليوم، لإبراز الأهمية التي تتميّز بها هذه العناصر الجوية الطبيعية بالنسبة للطقس والمناخ والماء وما يكتسيه رصدُها من أهميّة بالغة في التّوقُّع بحالة الطقس إضافة إلى كونها من العناصر الرئيسية لدراسة تغيّر المناخ.وقد أدرك العلماء والأخصائيون في مجال الأرصاد الجوية وأثبتوا أن للسحب دوراً حيوياً في تنظيم توازن الطاقة والمناخ والطقس على سطح الأرض فهي تُمثل مرحلة أساسية من مراحل الدورة المائية وهي عنصر فعّال في النظم المناخية إجمالا. وعليه، أصبح من الضروري الاعتماد على المفهوم العلمي للسحب وظروف نشأتها ومراحل تطورها وتصنيفها بدقّة لأجل التوقع بأحوال الطقس ونمذجة تأثيرات التغيّر المناخي في المستقبل وخاصة في ما يتعلق بتوافر أو شح الموارد المائية وما ينجرّ عنهما من ظواهر قصوى كالجفاف والفيضانات، حماية للأرواح والممتلكات ودعما للبلدان الأكثر عُرضة لأخطار التغير المناخي ومساعدتها على التأقلم مع تأثيراته. ويُمثّل اليوم العالمي للرصد الجوي، لهذه السنة، فرصة هامة للعموم للتعرف على مختلف أنواع السحب وتصنيفاتها ودورها البارز في التأثير على عوامل الطقس والمناخ والعلاقة التفاعلية بينها.إنّ مُهمّة المعهد في جوهرها تتمثّل في فهم عناصر وظواهر الطقس والمناخ ورصدها والتّوقّع بها لحماية الأرواح والممتلكات ومساعدة عموم الناس وكذلك السّلط المركزية والمحلية لتُصبح أكثر قدرة على مقاومة الظواهر القصوى للمناخ والتأقلم مع تغيّراته. وسيُواصل المعهد الاستثمار في مجال رصد السحب من خلال تجديد شبكة الرصد وتكوين الرّاصدين الجوّيين وتركيز نماذج رقمية عالية الدّقة لتحسين التوقّعات الجوّية قصد تقديم أفضل الخدمات الممكنة في مجالات الطقس والمناخ والهيدرولوجيا والبحار والبيئة لحماية الأرواح والممتلكات ودعم اتخاذ القرار.وبهذه المناسبة فتح المعهد الوطني للرصد الجوي أبوابه للعموم ونظّم معرضا، يوم 23 مارس 2017 بقاعة الأخبار بشارع الحبيب بورقيبة بتونس العاصمة، للمعدّات وآلات قيس العناصر الجوية والنماذج الرقمية للتوقّعات الجوّية ورصد الزلازل وعلم الفلك بحضور ثُلة من المختصين والتقنيين بالمعهد وقد تفاعلوا مباشرة مع الزائرين وقدموا توضيحات حول نشاط المعهد ودوره في دعم الأنشطة الاقتصادية الحيوية بالبلاد وأجابوا على تساؤلات الزّائرين حول المواضيع ذات العلاقة بالرصد الجوي والمناخ والجيوفيزياء.