قالت مصادر أمنيّة من طلائع الحرس الوطني، ومن القادة العسكريين الميدانيين الذين شاركوا في المواجهات مع الإرهابيين التي تدور حاليّا في جبل الشعانبي بولاية القصرين، في تصريحات لجريدة الصريح نشرتها في عددها الصادر يوم الخميس 2 ماي 2013، " بإختصار شديد لقد تمّت التضحية بنا في أحداث جبل الشعانبي ربما لتحويل أنظار الرأي العام إلى ما يدور من أحداث في هذه المنطقة بدل الإنشغال بمشاكل وتحرّكات أخرى مصيريّة للبلاد". وأضافت هذه المصادر قولها: "كنا قادرين على سحق هذه المجموعات المسلّحة في عمليّة واحدة، لكن يدا خفيّة وإرادة فوقيّة حالت في مناسبات عديدة دون ذلك، من خلال اتّخاذ قرارات مريبة أعطت للخليّة الإرهابيّة أسبقيّة ميدانيّة وأتاحت لها الفرار من قبضتنا بل ومكّنتها من فرصة التفوّق علينا عبر زرع الألغام وإلحاق أضرار بدنيّة جسيمة ببعضنا". وأكّدت هذه المصادر الأمنية، أنّها رفعت تقارير إلى الجهات المختصّة يعلمونهم من خلالها بإستحالة التّمادي في عمليّات التمشيط في جبل الشعانبي نظرا إلى الأضرار الجسيمة التي سيتكبّدها المشاة بسبب غياب آليات عسكرية قادرة على التّوغّل في الجبل واستهداف معسكر الإرهابيين بشكل مباشر..إلا أنه لم يتمّ اتّخاذ الإجراءات الوقائيّة اللازمة كما تمّ التراجع عن قرار تسديد ضربات جوّية مكثّفة ومركّزة إلى المعاقل المفترضة للإرهابيين، وهو ما أتاح المجال لهم لزرع الألغام وتكثيف العتاد القتالي ثمّ الإنتقال إلى مغاور وكهوف جديدة. كما أكّدت المصادر الأمنيّة ذاتها بأنها كانت في مناسبات عديدة على وشك إنهاء "مسلسل الشعانبي" إلا أنها كانت تصطدم دائما بغياب إرادة حقيقيّة لوضع نقطة النهاية واتمام العمليّة بنجاح دون خسائر، وهو ما يفتح الباب على مصراعيه أمام تأويلات تصبّ في مجملها أن عدم التعامل بقوّة لحسم هذا الملفّ قد يسبّب مشاكل وصداعا دائما لتونس وهي في غنى عن هذه القضايا الإرهابيّة المستجدّة.