وصل الأمر في مواجهة الارهابيين الى حد تعمدهم الى زرع الألغام بجبل الشعانبي التي أسفرت عن الحاق اضرار بليغة بعدد من الامنيين والجيش للوقوف على خلفيات ما يجري حول هذه المسألة اتصلنا بالخبير الأمني والعسكري فيصل الشريف فصرّح إن الحكومة لم تكن تتصوّر إن الأمر سيصل الى حد زرع الألغام ،وإن الألغام التي تم زرعها بجبل الشعانبي هي ألغام تزرع ضد الأشخاص ولكن الأخطر منها إن هنالك ألغام مضادة للدروع وهي كبيرة الحجم بكبر حجم "قصعة" وإن تلك الألغام تحتاج أن تدوس عليها شاحنة كبيرة الحجم أو دبابة حتى تنفجر، ومن المؤكد حسب تصريحات محدثنا أن أولائك الجماعة الذين زرعوا تلك الألغام بجبل الشعانبي متمرنون جيدا ومتدربين على الأسلحة ولديهم خبرة في ذلك على يد من لديهم خبرة أيضا على الأسلحة وكيفية استعمالها وعلى زراعة الألغام فاتخذوا جبل الشعانبي قلاعا لهم ليستطيعوا الفرار الى الجزائر ولمعرفة أيضا من خلال انفجارها أنهم مراقبون ويستطعيون الفرار. ولكن الأخطر من ذلك حسب رأيه والسؤال الذي يتبادر الى الأذهان من أين أتتهم الأموال لشراء الألغام ؟وكيف استطاعوا ادخال السلاح الى تونس؟ و هل أن لنا جهاز خاص لمكافحة الإرهاب أم لا؟ وفي نفس السياق أضاف أين دور الإستخبارات ولو إنه وجد عمل استخباراتي جيد لما وصل الأمر الى هذا الحد ولا بد حسب ذكره أن تتضح الرؤية حول مفهوم بلورة الأمن القومي وكيف يتم تحصينه وخلق جهاز خاص لمقاومة الإرهاب والذي يجب أن يكون أساسا مرتبطا بعمل استخباراتي ومعلوماتي بالتعاون مع خبراء ومتخصصين في ذلك وبالتعاون أيضا مع مراكز دراسات. مضيفا أن تلك الجماعة الإرهابية لديها مشروع وهي مقتنعة به وهو تأسيس إمارة اسلامية حسب منظورهم .وأن هذه المسألة الخطيرة لا تحتاج الى عمل أمني ميداني بل الى عمل سابق بمتابعة خلايا في الخارج وما يحصل في دول الجوار. وصرح أيضا ان الأمن لا بد أن يكون أمنا قوميا وجمهوري ولا بد من توفر أجهزة مختصة كأن يكون لدينا جهاز مركزي يتولى هذه المسألة ولا بد من تفعيل الأجهزة وخلق وسائل الوقاية قبل حصول الكارثة ولكن التراخي السياسي وتسييس الأمن وتسريح المساجين خاصة المورطين سابقا في قضايا ارهابية كمساجين قضية سليمان وراء تطور الأوضاع الى الأسواء فنحن حسب محدثنا مع اطلاق سراحهم ولكن لا بد من مراقبتهم جيدا.