أثار مهرجان قفصة الدولي، أو مهرجان البرج كما يحلو لأهالي قفصة تسميته، إعجاب روّاده من داخل الولاية وخارجها خاصة على المستوى التنظيمي الذي حقّق بشهادة العديد نجاحا مميزا حيث استطاعت إدارة المهرجان من خلال برمجة ثرية راوحت بين العروض الغنائية والمسرحية والفكاهية أن تستقطب أعدادا ضخمة من الجماهير التي سجّل فيها العنصر النسائي على غير العادة حضورا هاما حيث امتلىء مسرح البرج الاثري في عديد العروض وأغلقت شبابيك بيع التذاكر ولم يتمكن الكثير من الدخول.. وللوقوف عن أسباب هذا النجاح التنظيمي إرتأت تونس الرقمية الإتصال بنزار السعيدي مدير المهرجان في دورته الرابعة والثلاثين الذي عبّر بدوره على رضاه عن الحضور الجماهيري المحترم الذي ميز هذه الدورة التي تم العمل من خلالها حسب قوله على ترسيخ البعد الدولي للمهرجان من خلال استضافة 5 عروض دولية يؤثثها كبار نجوم الغناء بالعالم العربي على غرار مروان الخوري و فارس كرم… كما أكد محدثنا أن عامل مراعاة محدودية دخل ابناء الجهة وتحديد تذاكر العروض الدولية ب 10 دنانير كسعر أقصى أعطى نتائج إيجابية من حيث استقطاب أكبر عدد من الجمهور. من جانب آخر عملت إدارة المهرجان بقيادة مديرها نزار السعيدي على إعتماد طرق حديثة لتسويق المهرجان والتعريف به وطنيا و دوليا من خلال رصد جوائز على صفحات الموقع الإجتماعي الفيسبوك ومحاولة بناء علاقة تكامل وتواصل مع مختلف وسائل الإعلام بعد أن شهدت نوعا من التصادم في عديد الدورات السابقة. و في السياق ذاته أكد السعيدي أن إدار ة المهرجان هذ السنة سخرت فريق تصوير مهمته تأمين مادة مصورة موجهة لوسائل الإعلام التي لا تتمكن من الحضور بسبب بعد المسافة. في حديثنا عن الميزانية التي تم تخصيصها للمهرجان و عن مصادر تمويله، صرح محدثنا أنه على غرار السنة الفارطة تم رصد 190 الف دينار كميزانية للمهرجان ساهمت فيها وزارة الثقافة ب 35 الف دينار فقط في حين تم توفير المبلغ المتبقي من شركة فسفاط قفصة و المجمع الكيمياوي في غياب مريب لمساهمة الشركات والمؤسسات الخاصة. ولمعالجة عزوف رأس المال الخاص عن دعم مهرجان البرج بالجهة وغيره من التظاهرات، قال مدير المهرجان انه سيتم العمل في الدورات القادمة على توعية رجال الأعمال والتواصل معهم بشكل مباشر بهدف غرس ثقافة الإستثمار في الأنشطة الثقافية لديهم.