تونس - الأسبوعي: هي براعم تفتحت.. أتيحت لها فرصة الابداع فأبدعت ومُكِنَتْ من وسائل النجاح فنجحت التلاميذ الذين نقصد ينتمون الى مختلف المدارس الاعدادية بجهة أريانة وتحديدا الى أقسام سنوات السابعة والثامنة أساسي حيث مكنتهم إدارة التعليم من فرصة عرض إبداعاتهم في أمسية أطلق عليها اسم «أمسية الابداع الثقافي» واحتضنها المركز الثقافي والرياضي للشباب بالمنزه السادس.. فكانت فرحة التلاميذ لا توصف حينما قدموا إنتاجاتهم لمختلف زوارهم من أولياء ومربين ومسؤولين تربويين. في الساعة الثالثة الجانب الأهم في المعرض تميز به تلاميذ نوادي الانقليزية الذين شدوا الحضور بأفكارهم وابتكاراتهم المتنوعة التي أنتجوها خلال الساعة الاضافية أو ما يعرف بالساعة الثالثة أنقليزية التي أقرتها وزارة التربية لتُخَصَصَ فقط للممارسة الشفاهية والمهارية للغة «الانقليزية» بمعنى آخر هي حصة تنشيطية ، الغاية منها جعل المتّعلم يمارس اللغة في بعدها العملي والوظيفي وذلك بإختيار مجموعة من المشاريع يقع انتاجها بصفة تدريجية خلال الموسم الدراسي وتعرض هذه المشاريع في نهاية السنة ويتولى التلاميذ بأنفسهم تقديمها باللغتين الأنقليزية والعربية للزوار.. وفي هذا السياق عبرت التلميذة بثينة المطوسي (سنة ثامنة أساسي بالمدرسة الاعدادية حي الغزالة) عن عميق ابتهاجها بالمشاركة في هذه الأمسية وتمثيل إعداديتها على صعيد جهوي مؤكدة أن مثل هذه اللقاءات من شأنها أن تحثها ونظراءها من التلاميذ على مضاعفة الجهد ومواصلة التميز ضمن نوادي الأنقليزية وغيرها من النوادي التنشيطية التي من شأنها أن تساعد التلميذ على حسن الاندماج في عملية التعلّم.. ومن جانبها تحدثت الينا إحدى أستاذات الانقليزية والمشرفات على أحد هذه النوادي أن التلاميذ شديدو الإقبال على النوادي والحضور في هذا الموعد الاسبوعي، سيما وأنه يخرج بهم عن إطار ضغط القسم ويبتعد عن «الرسميات» وتتاح فيه للمتعلم كل فرص الابداع والانتاج ولم لا إثبات ذاته وتجاوز الصعوبات التي تعترضه في عملية التعلم العادية. بين «الثقافة والتعلّم» وبالتوازي شهدت هذه الامسية الابداعية عديد العروض المسرحية التلمذية باللغة الانقليزية والعروض الموسيقية والتي بدورها شدت لها الحضور وكشفت عديد الطاقات الابداعية التلمذية التي يمكن أن تزخر بها إعدادياتنا اذا ما أتحنا لهم الفرص ووفرنا لهم إمكانيات الخلق والابداع.. وفي هذا الصدد ذكرت لنا التلميذة رنيم المكي (سنة سابعة أساسي بالاعدادية النموذجية وعازفة آلة القانون) أنها وأصدقاءها حريصون على القيام بعديد الانشطة الثقافية والترفيهية الموازية للحد من ضغط الدراسة، فضلا عن السعي الى التميز في جميع المجالات. إذ تعتبر أنه لا يكفي أن يكون التلميذ متميزا في دراسته فقط بقدر ما هو مطالب بالكشف عن مواطن الابداع لديه في شتى الميادين والفنون كالموسيقى والرقص والمسرح والرسم وعلى المؤسسات التربوية أن ترعى هذه الطاقات الابداعية التلمذية وتصقلها حتى تلقى النجاح والتألق. ومن جانبه أكد السيد محمد بن علي الوسلاتي (المدير الجهوي للتعليم بأريانة) الذي أشرف على هذه التظاهرة أن أهمية هذه الامسية تكمن في تحفيز المدارس الاعدادية على دعم النوادي التنشيطية والثقافية وتعزيز إقبال التلاميذ عليها خاصة إذا ما شعر المتعلم أن عمله سيحظى بالعرض والمشاهدة من قبل العشرات من الزوار من أولياء وتلاميذ ومربين.. وبالفعل أثبتت هذه الأمسية نجاح جهود توظيف الفعل الثقافي في عملية التعلّم والممارسة التعليمية والتربوية خاصة في مستوى ما تتيحه من فرص الاندماج والعمل الجماعي بين التلاميذ. سفيان السهيلي