بعد سلسلة من الجلسات وحل المفاوضة في قضية جنائية تورط فيها متهم شاب وراح ضحيتها اب وابنه وكانت محكمة الدرجة الاولى قضت بادانة المتهم وسجنه بقية العمر الا ان الدائرة الجنائية 12 بمحكمة الاستئناف بتونس قررت موخرا نقض الحكم الابتدائي والقضاء في حقه بعدم سماع الدعوى بعدما رأت انه لا يوجد اي دليل لادانته. وكانت هذه القضية محط أنظار وسائل الاعلام المحلية والعربية وذلك لما ورد فيها من تفاصيل غريبة حيث ان ابا وابنه كانا ينامان في منزلهما بجهة برج الوزير عندما اندلعت النيران في البيت وأتت على محتوياته فيما كان الأب والابن يغطان في نوم عميق ولما استفاقا كانت النيران حاصرتهما والدخان خنقهما ورغم اتصال الجيران بالحماية المدنية الا انهما هلكا. وبعد اجراء المعاينات والتشريح الطبي رجح المحققون ان تكون الحادثة بفعل فاعل وليست من صنع القدر ومن هناك انطلقت الأبحاث للكشف عن الجاني، وجاءت شهادة الزوجة مؤكدة لشكوك المحققين حيث قالت ان شخصا تعود الجلوس الى نساء الحي ومشاركتهن الحديث خاصة وانه عرف بقدرته في مجال الشعوذة وقد اخبرها قبل الحادثة ان الجان ابلغه ان منزلها سوف يحترق. وعند ايقاف المظنون فيه اصر على انه لم يضرم النار في منزل الهالك وابنه وانما ونظرا لانه يتمتع بقدرة كبيرة على التعامل مع الجان فقد ابلغه احدهم ان المنزل سيحترق ثم سافر الى المغرب. ولكن محكمة تونس الابتدائية قضت في حقه بثبوت الادانة والسجن بقية العمر ولما طعن في الحكم واحيل ملف القضية على محكمة الاستئناف بتونس طلب محاميه السماع لشهادات بعض الشهود وفعلا حلت المحكمة المفاوضة واستمع القاضي الى شهود جاءت شهادتهم في صالح المتهم حيث اكدوا على انه كان ليلة الحادثة معهم وليس بمنزل الهالك مما يعني استحالة تواجده في مكانين وفي نفس الوقت وبعد المفاوضة قررت المحكمة نقض الحكم الابتدائي والقضاء ببراءة المتهم.