يحتفل النادي الصفاقسي هذه الايام بالذكرى الثمانين لتأسيسه، وقد انطلقت احتفالات الثمانينية يوم الاربعاء 28 ماي الماضي بمركبه الجديد بحضور وزير الشباب والرياضة والتربية البدنية عبد الله الكعبي الذي دشن بالمناسبة المركب الجديد للنادي الصفاقسي الذي تم انجازه على مراحل ليصبح في نهاية المطاف تحفة تفتخر بها اجيال النادي، اذ انه يضاهي افضل المركبات الرياضية الاوروبية من حيث الشكل الاخاذ والمكونات التي تجعل منه فضاء خدماتيا يضاهي الفنادق السياحية من فئة خمس نجوم حيث يحتوي على بهو استقبال فسيح ومطعم ومقهى وقاعة مؤتمرات وغرف عديدة مجهزة بكل مستلزمات الاقامة المريحة، بالاضافة الى قاعة رياضة وميادين معشبة للتكوين واجراء التمارين والمباريات التحضيرية. كيف انطلقت فكرة انشاء هذا المركب الفاخر من كان وراء بعثه؟ كيف تم بناؤه ما هي مراحل انجازه؟ كيف صار على ما هو عليه الآن؟ هذه الاسئلة حملناها الى المهندس العام للمشروع السيد عبد الحميد المانع، فلبى طلبنا وتحدث الينا برحابة الصدر المعروف بها وكان لنا معه الحوار التالي: س: كيف انطلقت فكرة انشاء هذا المركب الجميل؟ ج: على اثر قرار سيادة الرئيس زين العابدين بن علي لبعث مركز تكوين الشباب بالنادي الصفاقسي ومنحه اياه منحة اولية بقيمة 500 ألف دينار لتهيئة ميدان معشب للتمارين داخل المركب القديم، ارتأينا ان مركب طريق المطار الذي انشئ سنة 1981 اثناء الفترة التي كان فيها عبد العزيز بن عبد الله رئيسا للنادي واشرفت انا على بنائه من اوله الى آخره بتكلفة كانت بنسبة 90% من مال عبد العزيز بن عبد الله الخاص واني اقول هذا للتاريخ، ارتأينا ان هذا المركب غير قادر على استيعاب نشاط النادي على مستوى التكوين، فوقع التفكير في بناء مركب جديد يليق بحجم النادي الصفاقسي وسمعته. وفي سنة 1991 اتفق اسماعيل البقلوطي الذي تحمل مسؤولية رئاسة النادي في ذلك العهد مع السلط الجهوية المختصة على اقتناء الارض المقام عليها المركب الآن والتي تمسح زهاء 5هكتارات وتم ذلك فعلا بعد اعداد مثال اولي. وفي فترة تولى لطفي عبد الناظر رئاسة النادي سنة 1998 وبالتعاون مع مجلس بلدية صفاقس في عهد محسن المزغني تم وضع الارض على ذمة النادي ومن حسن الحظ ان تواجد اعضاء ينتمون الى النادي الصفاقسي في المجلس البلدي في تلك الفترة وهم الاستاذ محمد عبد الملك وكان النائب الاول لرئيس البلدية، وعبد العزيز بن عبد الله رئيس لجنة الرياضة والمهندس المعماري غازي المهيري والمرحوم احمد الجلولي وكان محمود عبيد الكاتب العام للبلدية داعما للمشروع. وبقرارمن رئيس النادي لطفي عبد الناظر وقع ايفاد وفد يتركب من لطفي عبد الناظر ومحمد عبد الملك وعبد الحميد المانع والمنصف خماخم وغازي المهيري والمرحوم فؤاد القلال والحبيب الحمامي الى فرنسا والمانيا لمعاينة مركبات منشن وباريس سان جرمان واخيرا ماتز والتحق بالوفد كل من صلاح الدين الزحاف ومحمد السلامي وسفيان السلامي وقام المهندس المعماري غازي المهيري اثر ذلك باعداد تصميم الامثلة الهندسية للمركب الجديد على الحالة التي هو عليها الآن، وكان ذلك بصفة مجانية. وانطلاقا من ذلك تعاون العديد من الاطراف الفاعلة وطنيا وجهويا على غرار عبد الله القلال والصادق شعبان ورؤوف النجار مع السلط الجهوية آنذاك لتمكين النادي من قرض تحمله المجلس البلدي آنذاك بقيمة مليار ونصف من المليمات لبناء المركب. س: كيف كان الانجاز على مستوى الاشراف الفني؟ ج: لقد تكونت لجنة في مستوى النادي الصفاقسي ترأستها شخصيا وضمت بالخصوص محمد عبد الملك ومصطفى القلال والمرحوم فؤاد القلال ومحمد بوعزيز، وتعاونت اللجنة مع المصالح الفنية التابعة لبلدية صفاقس مع المقاول المكلف بموجب الصفقة العمومية القانونية وامتدت مدة الانجاز للمرحلة الاولى سنتين تم خلالها بناء حجرات الملابس والادواش الخارجة عن الهيكل وبناء السياج الخارجي المحيط بالمركب. س: وماذا عن المرحلة الأخيرة؟ ج: بعد انتهاء الاشغال الكبرى احيل الملف بطلب من صلاح الدين الزحاف الى سفيان السلامي قصد اتمام الاشغال المتبقية حتى يصبح المركب وظيفيا. وفعلا تحقق الغرض المطلوب وتم تجهيز المركب بأثاث بديع ويليق بحجم النادي الصفاقسي وقد شاهدتم ذلك عن كثب يوم تدشين المركب يوم 28 ماي الماضي. س: هل تريد ان تقول كلمة في ختام هذا الحديث؟ ج: أغتنم الفرصة لأتقدم بالشكر لكل من ساهم من قريب او بعيد في بعث هذا المركب الذي طال انتظار انجازه والذي يعتبر مفخرة لتونس ولجماهير واحباء النادي الصفاقسي في كل مكان.