تم يوم 28 ماي الماضي تدشين المركب الجديد للنادي الرياضي الصفاقسي في اطار الاحتفالات بالذكرى الثمانين لتأسيسه. وقد جرى حفل التدشين بحضور وزير الرياضة والشباب والتربية البدنية عبد الله الكعبي وعدد من رؤساء الاندية الرياضية ومن الوجوه الرياضية بالجهة. الا أننا لاحظنا غياب عدة وجوه بارزة على غرار اسماعيل البقلوطي الذي كان له الفضل في بعث مشروع مركب النادي الجديد ويعتبر مؤسسه وراعي خطواته الاولى. وقد تسنى لنا الالتقاء به مؤخرا، فسألناه عن سبب غيابه عن حفل التدشين فتردد قليلا ثم أجابنا بنبرة تنم عن أسى كبير وجرح نفسي عميق قائلا: «إن سبب غيابي عن حفل التدشين يعود الى عدم استدعائي لحضور الحفل، والحال أنه كان من المفروض أن اكون من أول المدعويين لأني مؤسس المركب، فقد كنت وراء انتقاء الارض التي يقوم عليها المركب الان وكان ذلك في موسم 19901991 لما كنت رئيسا للنادي في تلك الفترة حيث ان المركب القديم لا يمتلك المواصفات المطلوبة لإقامة مشروع مركب كفيل بتأمين العمل الاداري والنشاط الفني الذي يتطلب الكثير من التجهيزات الرياضية الضرورية وتوجه تفكيرنا نحو بعث مركب أكبر يكون في حجم النادي الصفاقسي، وتولى المهندس المعماري غازي المهيري القيام بالدراسة الفنية للمشروع وتكلفته وعرضت الدراسة على وزير الداخلية آنذاك عبد الله القلال فأحاله الى وزارة الشباب والطفولة التي وعدتنا بمساهمة بقيمة 500 ألف دينار، كما ساهمت البلدية آنذاك بمبلغ 500 ألف دينار ايضا وكذلك فعلت هيئة الدعم ووفرنا نحن في الهيئة المديرة نفس المبلغ ايضا، وبذلك توفر القدر المطلوب لبعث المشروع وهو ملياران من المليمات. ومضى اسماعيل البقلوطي يقول متحدثا عن المراحل الاولى لبعث مشروع المركب الجديد للنادي «بعد ذلك سلمت الملف الى رئيس هيئة الدعم آنذاك المختار الفخفاخ للدراسة وكان الجواب بالرفض لأن تكلفة تهيئة الأرض باهظة جدا حسب قوله. والجدير بالذكر أن البلدية كانت شرعت في تهيئة الارض على حسابها ثم توقفت اشغال التهيئة. وفي السنة الموالية 1992 قدم رئيس الجمعية انذاك عبد العزيز بن عبد الله طلبا في توسعة مركب طريق المطار وحظي طلبه بالقبول وهو ما يعني رجوع الارض التي سعينا الى اقتنائها وتهيئتها الى ملك الدولة. وعند سماعي لما حدث طلبت من الوالي محمد الراشدي انذاك السماح لي بتوضيح الأمر، فأوضحت له أن الارض ليست على ملك النادي يتخلى عنها وأن الأمر يتطلب قرارا من الجلسة العامة فتفهم الوالي الموقف وطلب من معتمد الشؤون الاقتصادية خليفة الجبنياني اعادة الارض الى النادي الصفاقسي، وعادت الارض الى النادي وبقيت دون تهيئة. وفي سنة 1998 وقع استدعائي في جلسة للمكتب البلدي بحضور لطفي عبد الناظر وعدد من اعضاده ووقع التداول في اقتناء ارض لبناء مركب للنادي بدل المركب القديم، فذكرتهم بوجود أرض على ذمة النادي الصفاقسي منذ سنة 1991 وانطلق العمل لانجاز المشروع وتواصلت الاشغال على مراحل الى أن اكتمل المشروع وظهر على الصورة البديعة التي هو عليها الآن ووقع تدشينه يوم 28 ماي الماضي بحضور شخصيات مرموقة وجمع من رؤساء الاندية الرياضية التونسية والرؤساء السابقين باستثنائي أنا والسيد عبد العزيز بن عبد الله. وحول سؤال يتعلق بخلفية الجفاء والجحود ازاءه أجاب متأففا «اني والله لا ادري سبب هذا الجفاء والجحود ازائي، اني في حيرة من الأمر اذ أني لا أجد مبررا لابعادي عن حظيرة النادي الذي خدمته باخلاص في فترتين من مسيرته، اولاهما في موسم 19791980 والثانية في موسمي 19891990 ثم 19901991 ويشهد الجميع بالنقلة النوعية التي حققتها الجمعية حيث تمكن النادي لأول مرة من الاستقرار بمقر خاص به بعمارة الكوليزي وأرسيت له ادارة قارة يشرف عليها مدير قار، وسددت له ديونه المخلدة، بل وفرت له فائضا ماليا بقيمة 15 ألف دينار قبل أن يتسلم الهادي بوريشة المشعل مني». وعن دور هيئة الدعم ونشاطها قال «ان دور هيئة الدعم يتمثل في تقديم دعم بقيمة 40% من ميزانية النادي على أن توفر الهيئة المديرة الباقي الى جانب تقويم سير نشاط الجمعية فنيا وماليا، وقد عملت وفق هذا المنهج الى غاية 1991 حيث بدأ يتراجع وأصبحت تتكون من عناصر متواجدة بالعاصمة ويفتقر اعضاؤها للصفة الرئيسية وهي تحمل المسؤولية الاولى بالنادي سابقا. وهذا ينطق على المنصف السلامي الذي تمت تزكيته رئيسا للنادي دون أن تكون له صفة المسؤول المباشر سابقا، بالاضافة الى كونه مقيما بالعاصمة واني أتفهم موقف هيئة الدعم التي اقترحته لأنه في اعتقادهم الشخص المناسب في الوقت الحاضر باعتباره رجل أعمال ثري ومقربا من صلاح الدين الزحاف وقادرا على تسوية الوضع المالي المتردي للجمعية حاليا».