عاشت مدينة القصرين وخاصة مدخل المندوبية الجهوية للتربية ومقر الاتحاد الجهوي للشغل بالقصرين القريب منها طوال الاسابيع الفارطة على وقع احتجاجات عدد كبير من المعلمين والأساتذة النواب الذين يطالبون بإدماجهم. وانتدابهم تطبيقا لاتفاقية 15 ديسمبر 2015 بين وزارة التربية والطرف النقابي المتمثل في النقابتين العامتين للتعليم الأساسي والثانوي، وصلت إلى حد إغلاقهم اروقة المندوبية وتعطيل العمل داخل مكاتبها مما اضطر السلط الى الاستنجاد بالأمن (قبل العودة المدرسية بأسبوع) الذي تدخل وقام بفك اعتصامهم في المندوبية بالقوة وايقاف 10 منهم لمدة ساعات ثم إخلاء سبيلهم، وبعد إعلان وزير التربية يوم الثلاثاء الفارط تسوية وضعية عدد محدود من النواب تصاعدت الاحتجاجات وبلغت ذروتها بإقدام أستاذة آداب ولغة فرنسية على الانتحار أمام مقر المندوبية وذلك بتناول مبيد للفئران مما تسبب في حالة احتقان كبيرة وسط زملائها المحتجين معها الذين سارعوا بطلب النجدة اليها فحلت وحدات الحماية المدنية وتولت نقلها الى المستشفى الجهوي بالقصرين أين تم الاحتفاظ بها لمدة يوم تقريبا قدمت لها خلاله الإسعافات اللازمة ثم عادت الى منزل عائلتها. نائبة لمدة 6 سنوات متتالية «الصباح الأسبوعي» اتصلت بالأستاذة النائبة التي حاولت الانتحار وتحدثنا إليها عن ظروفها فقالت ان اسمها بسمة شهلاوي من متساكني مدينة تلابت الواقعة بين القصرين وفريانة ومعبر بوشبكة الحدودي مولودة في 19/1/1982 صاحبة بطاقة تعريف وطنية عدد 06183386 متخرجة منذ جوان 2010 ومتحصلة على شهادة الأستاذية في اللغة والآداب الفرنسية من المعهد العالي للدراسات التطبيقية في الانسانيات بقفصة، عملت لمدة ست سنوات متتالية كأستاذة نائبة بمعهد تلابت أي ان لديها «اقدمية» في البطالة قدرها 7 سنوات منها 6 اعوام في نيابة مسترسلة لتدريس مادة الفرنسية. *- ظروف اجتماعية صعبة في خصوص دوافع اقدامها على محاولة الانتحار قالت الاستاذة النائبة انها انتظرت بفارغ الصبر وبعد ست سنوات كاملة من التدريس كنائبة ان يتم انتدابها ضمن دفعة هذه السنة وفق ما جاء في الاتفاقية التي امضتها نقابة التعليم الثانوي مع وزارة التربية في ديسمبر 2015 والقاضية بإدماج 1200 استاذ نائب هذه السنة لكن قرار الوزير بالاكتفاء بإدماج 400 أستاذ نائب فقط حرمها من التواجد في القائمة، فانسدت الافاق في وجهها، خصوصا وانها طرقت طوال السنوات والأشهر الأخيرة كل الأبواب لتشغيلها نظرا لظروفها الاجتماعية الصعبة بما انها تنتمي الى عائلة محدودة الدخل. (والدها متقاعد) ولديها أربعة أشقاء وشقيقات حاصلون على شهائد عليا وكلهم عاطلون بينهم واحد (طارق شهلاوي) لديه ماجستير في الإعلامية ، وأمام ما تراه يوميا من معاناة والدها لإعالتهم قررت الانتحار فتناولت مبيد الفئران محملة مسؤولية ذلك إلى كل السلط التي لم تنظر إلى وضعيتها بعين الرحمة *- انتداب 87 معلما نائبا وتواصل الاحتجاجات لم تنته حالة الاحتقان بعد في صفوف المعلمين والاساتذة النواب بالقصرين الذين واصلوا تحركاتهم للمطالبة بالترفيع في عدد المنتدبين منهم، بل اكثر من ذلك فان المعلمين النواب الذين وردت اسماؤهم في دفعة الانتداب وعددهم حسب مساعد الكاتب العام للنقابة الاساسية للتعليم الاساسي بالقصرين المكلف بالإعلام عز الدين المروشي لم يتجاوز 87 معلما تم توجيههم للعمل في مدارس ولاية القيروان والحال ان جهة القصرين تشكو شغورات قدرها 944 معلما وهي الأولى، ولهذا الغرض قررت النقابة وضع الشارة الحمراء احتجاجا على ذلك وارسلت مكاتيب في الغرض الى كل من وزير التربية ومدير الموارد البشرية بالوزارة ووالي القصرين لإعادة النظر في قرار تسمية نواب الجهة بولاية القيروان وإرسال مئات المعلمين غيرهم لسد كل الشغورات بمختلف مدارس القصرين.