تحتفل المملكة العربية السعودية هذه الأيام باليوم الوطني السعودي ال87 الذي انطلقت فعالياته ككل عام يوم 23 سبتمبر، وهو مناسبة للوقوف على الانجازات الكبرى التي حققتها المملكة على مدى السنوات الفائتة سواء على المستوى الوطني أو على المستوى الدولي. تأسيس المملكة تعد المملكة العربية السعودية وريثة الدولتين السعودية الأولى والثانية التي بدأت منذ منتصف القرن الثامن عشر. تأسست المملكة عام 1902 عندما دخل الملك عبد العزيز طيب الله ثراه إلى الرياض ليسترجع أرض اجداده، ومن هنا بدأت مرحلة جديدة لدولة سعودية جديدة، حيث وحد أجزاء شبه الجزيرة العربية، وحقق تقدما في كافة المجالات، وفي سنة 1932 قام بتسمية المنطقة رسميا بالمملكة العربية السعودية، وطبق أحكام الشريعة الاسلامية مؤسسا بذلك دولة عظمى. التعليم بدأ التعليم في المملكة بشكل رسمي عام 1932 وقبل ذلك كان التعليم محدودا في دور يطلق عليها الكتاتيب، وبحسب احصائيات رسمية فإنه يدرس بالمملكة حاليا أكثر من 9 ملايين طالب وطالبة منتظمين في 37 ألف مدرسة ونحو 67 جامعة وكلية ومعهد ومؤسسة تعليمية حكومية وأهلية، فضلا عن المبتعثين في الخارج والذين وصل عددهم قبل عدة سنوات إلى قرابة ال220 ألف طالب وطالبة. مع الملاحظ أن عدد الطالبات يساوي أو يفوق حاليا عدد الطلاب في التعليمين العام والعالي. الصحة في العام 1925 كانت بداية الاهتمام بالوقاية والصحة في المملكة، تبعها تأسيس وزارة الصحة في العام 1950... ويبلغ حاليا اجمالي عدد الأسرة في المستشفيات السعودية أكثر من 64 ألف سرير موزعة على المستشفيات الحكومية والخاصة، فضلا عن مراكز الرعاية الصحية الأولية المنتشرة في مختلف مدن وقرى وهجر المملكة. الاقتصاد صنفت المملكة كواحدة من أكبر 20 اقتصادا في العالم، وتحتل المركز ال9 عالميا من حيث الاستقرار الاقتصادي، والمركز ال16 عالميا كأفضل بيئة جاذبة للاستثمار، ويعود هذا إلى ما تتمتع به المملكة من اقتصاد قوي وأسواق مستقرة تحققت بحسن إدارتها للأموال، حيث تتبع المملكة نظام آليات السوق الذي يقوم على العرض والطلب وعلى المنافسة. خدمة الحرمين الشريفين بالعودة إلى التاريخ فقد انطلقت مشروعات توسعة الحرم المكي عام 1344ه حيث أمر الملك عبد العزيز بصيانة المسجد الحرام واصلاحه، وفي مستهل عام 1373ه أدخلت الكهرباء وتمت اضاءة المسجد الحرام. وشهد الحرمان الشريفان في العهد السعودي ثلاث توسعات بدأت منذ عهد الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبد الله رحمهم الله وصولا إلى عهد الملك سلمان... حيث قفزت خلالها الطاقة الاستيعابية للحرم المكي من (400.000) مصل إلى (1.850.000) مصل ونحو (107.000) طائف في الساعة، فضلا عن المسجد النبوي الذي يتسع حاليا لقرابة المليوني مصل، وجميعها تخطت تكلفتها الاجمالية ال115 ألف مليون ريال. الأعمال الإنسانية والجهود الإغاثية للمملكة العربية السعودية العديد من الأعمال الانسانية والجهود الاغاثية حول العالم، فقد تعدت نسبة المساعدات الانمائية والإنسانية للمملكة من الناتج المحلي الاجمالي النسبة المستهدفة التي قررتها الأممالمتحدة على الدول البالغة %0.7 لتصل وفق احصائيات الأممالمتحدة لعام 2014 إلى %1.9 من الناتج المحلي الاجمالي. ويعد مركز الملك سلمان للاغاثة والأعمال الانسانية مثالا حيا لما تقدمه المملكة في هذا المجال حيث بلغ تمويل المملكة في العام الحالي فقط 221 مليون دولار استجابة لنداء الأممالمتحدة، كما نفذ المركز في الفترة السابقة 153 مشروعا بقيمة 630 مليون دولار فيما ينفذ حاليا 231 مشروعا في 38 دولة حول العالم. المملكة وتونس سعت المملكة العربية السعودية إلى توطيد علاقتها بتونس منذ استقلال تونس وقدمت العديد من المساعدات لتونس، حيث بدا التعاون المالي بين تونس والصندوق السعودي للتنمية عام 1975 وهو تاريخ توقيع أول اتفاقية قرض، وقد بلغ مجموع الاتفاقيات الموقعة إلى الآن 25 اتفاقية بمبلغ اجمالي يناهز 3146.55 مليون ريال سعودي، وخصصت هذه المشاريع لإقامة شبكة حديثة من المنشآت الأساسية في قطاعات عدة نذكر منها مياه الشرب والري والصرف الصحي والسدود والتنمية الريفية والصحة والتعليم والبيئة. اعلنت المملكة خلال انعقاد مؤتمر تونس للاستثمار 2020 بتاريخ 29 و30 نوفمبر 2016 عن دعم تونس بمبلغ اجمالي قدره 800 مليون دولار أمريكي منها 85 مليون دولار هبة للمساهمة في تمويل مشروع تجهيز مستشفى الملك سلمان بن عبد العزيز الجامعي متعدد الاختصاصات بالقيروان و15 مليون دولار هبة للمساهمة في ترميم مسجد عقبة بن نافع والمدينة العتيقة و500 مليون دولار في شكل قرض حسن للمساهمة في تمويل مشاريع عمومية تنموية بتونس و200 مليون دولار خط تمويل سعودي لدعم الصادرات السعودية إلى تونس، وقد تم توقيع هذه الاتفاقيات خلال أعمال الدورة التاسعة للجنة المشتركة السعودية التونسية التي انعقدت في العاصمة التونسية خلال شهر جوان الماضي. ويتمثل التعاون بين تونس والمملكة كذلك في المجال المصرفي من خلال مؤسسات سعودية متواجدة في تونس وهي "ستوسيد بنك" وبيت التمويل السعودي التونسي، إضافة إلى المجال الاستثماري حيث تعتبر المملكة العربية السعودية ثالث مستثمر عربي في تونس ويبلغ عدد المؤسسات السعودية أو ذات المساهمة السعودية 45 مؤسسة بحجم استثمارات يقدر بحوالي 1808.963 مليون دينار، وتشمل هذه الاستثمارات خاصة قطاعات السياحة والفنادق ب17 مؤسسة إلى جانب 19 مؤسسة صناعية. إلى ذلك يمثل التعاون الفني بين تونس والمملكة العربية السعودية ركيزة أساسية في علاقات التعاون وتتصدر المملكة قائمة الدول التي تستقطب الكفاءات التونسية التي تتوزع على كافة القطاعات والتخصصات أبرزها التعليم بمختلف مراحله، الصحة، الهندسة والأشغال العامة والسياحة، ويبلغ حاليا عدد المنتدبين في إطار التعاون الفني 4015 منتدبا.