فشل مجلس نواب الشعب مساء أمس مرة أخرى في انتخاب رئيس جديد للهيئة العليا المستقلة للانتخابات خلفا للأستاذ شفيق صرصار الذي أعلن عن استقالته منذ 9 ماي الماضي، هذا الأمر توقعه رؤساء الكتل البرلمانية قبيل الإعلان عن انطلاق عملية التصويت لاختيار أحد المترشحين للرئاسة وهما الأستاذ الجامعي أنيس الجربوعي وعدل التنفيذ نبيل بافون. إذ أكد كل من نور الدين البحيري رئيس كتلة النهضة وسفيان طوبال رئيس كتلة نداء تونس وأحمد الصديق رئيس كتلة الجبهة الشعبية وسالم لبيض رئيس الكتلة الديمقراطية أن اجتماع رؤساء الكتل في لجنة التوافقات لم يسفر عن أي نتيجة تذكر. وكشف الصديق أنه في غياب التوافق سيدخلون إلى الجلسة العامة وسيشاركون في عملية التصويت وسيتم الإعلان عن النتيجة ولم يحرز اي واحد من المترشحين على العدد المطلوب من الأصوات، وسيجتمع مكتب المجلس وسيعلن عن فتح باب الترشحات من جديد. وهو نفس ما أشار إليه لبيض وأضاف أنه سيقع ترحيل عملية انتخاب رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات إلى الدورة البرلمانية العادية أي أنه لن يقع استئناف عملية انتخاب رئيس الهيئة خلال الدورة الاستثنائية. وذكر طوبال انه تم عقد جلسة توافقات مع رئيس المجلس لكن كل كتلة تشبثت بنفس موقفها السابق.. وبين انه في صورة عدم انتخاب رئيس للهيئة في دورة ثانية فسيقع فتح باب الترشح من جديد، وأشار إلى أن الإشكال يكمن في آخر أجل للقرعة لتجديد الثلث هو يوم 8 أكتوبر، وبالتالي فأنه لا يتعلق بحيادية المترشحين فهناك اختلاف في وجهات النظر بين من يريد ضمان الاستمرارية في الهيئة ومن يريد ضخ دماء جديدة فيها ودفاع هذه الكتلة أو تلك على مرشح بعينه لا يعني أن له انتماء سياسي لأنه في صورة وجود انتماء فهذا خطير على الهيئة برمتها. وفسر طوبال أن كل ما في الأمر هو أن هناك من يرى أن نبيل بافون له خبرة ويمكن أن يواصل ويرأس الهيئة وهناك من يعترض على هذا الرأي على اعتبار أن بافون معني بقرعة التجديد وهناك من يري أن الجربوعي هو الأنسب وهو يريد أن يضخ دماء جديدة في الهيئة العليا للانتخابات أما من يشكك في حيادية المترشحين فهذا خطير. وبعد ساعات قليلة من اجتماع لجنة التوافقات تبين أن توقعات رؤساء الكتل كانت في محلها، فعدد الأصوات التي حصل عليها انيس الجربوعي في الدورة الثانية بلغ 68 صوتا. أما عدد الأصوات التي حصل عليها نبيل بافون فبلغ 73 صوتا وفق ما أعلن عنه محمد الناصر رئيس مجلس نواب الشعب وقال "انه لا احد من المترشحين حصل على النصاب المطلوب وهو 109 لذلك كانت النتيجة سلبية". وكان مجلس النواب نظم مساء أول أمس دورة انتخابية أولى شارك فيها ستة أعضاء من الهيئة لكنها لم تسفر عن حصول أي مترشح على العدد المطلوب من الأصوات وهو 109. ونظرا لأن أنيس الجربوعي حصل على أعلى عدد من الأصوات وبلغ 78 صوتا ويليه في الترتيب نبيل بافون وحصل على ستة وسبعين صوتا فقد انتظمت أمس دورة انتخابية ثانية لاختيار احدهما طبقا لأحكام الفصل السادس من القانون الأساسي المتعلق بالهيئة العليا المستقلة للانتخابات الذي نص على :" ينتخب رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في الجلسة العامة من بين المترشحين من الأعضاء التسعة المنتخبين. يتم التصويت في الجلسة العامة لانتخاب الرئيس في دورة أولى بالأغلبية المطلقة لأعضاء المجلس أي ب 109 أصوات، وإذا لم يتحصل أي من المترشحين على هذه الأغلبية في الدورة الأولى يتم التصويت في دورة ثانية لانتخاب رئيس الهيئة بنفس الأغلبية من بين المترشحين الاثنين المحرزين على أكبر عدد من الأصوات في الدورة الأولى".