علمت «الصباح» إن خلافات جديدة حصلت بين عدد من الوافدين الجدد وعدد من القيادات القديمة التي خيرت البقاء في الحزب على مغادرته في اتجاه أحزاب أخرى وأساسا تلك التي تشكلت من رحم نداء تونس. وتخوض المجموعتان خلافات داخلية حول من يكون الأقرب لدائرة المدير التنفيذي للحزب حافظ قائد السبسي والذي بات تحت سيطرة عدد من القيادات الوافدة وأساسا مسؤول السياسات برهان بسيس وسمير العبيدي اللذين يحاولان جاهدين عزل المدير التنفيذي عن بقية القيادات الوطنية للحزب. ويأتي تسريب هذه الخلافات في وقت بدا يستعد فيه النداء إلى عقد مؤتمره الأول وذلك بعد مؤتمره التأسيسي في شهر جانفي 2016 بجهة سوسة والتي أدت إلى انقسام كبير داخل النداء انتهى «بانفجار» الكتلة النيابية وخسارة ثلثها لفائدة حركة مشروع تونس التي يقودها الأمين العام السابق للنداء محسن مرزوق. كما يأتي هذا التسريب قبل أيام من سفر المدير التنفيذي إلى المانيا أين سيعمل على التحضير للانتخابات الجزئية بدائرة المانيا بعد تعيين النائب حاتم الفرجاني كاتبا للدولة في حكومة الوحدة الوطنية. من جهة أخرى علمت «الصباح» أن القياديين خالد شوكات ورؤوف الخماسي يمران بضغوطات داخل النداء من اجل الكف عن صياغة مواقفهما من التقارب الندائي النهضاوي إضافة إلى موقفه الرافض لتعيين وزراء محسوبين على منظومة بن علي وهو ما يتعارض مع توجهات الحزب الذي يعمل على استعادة قواعده المشتتة والتي خسرها نتيجة الصراعات المتواصلة بين جنرالات النداء. وفي هذا السياق أكد شوكات انه فعلا يتعرض إلى ضغوطات متواصلة لمواقفه الداعية إلى التقارب مع النهضة. وقال شوكات في تصريح ل«الصباح» ان الضغط حاصل نتيجة تعدد الروافد داخل الحزب وكنتيجة ايضا لوجود منغصات إيديولوجية ممن التحقوا مؤخرا بنداء تونس حيث ثقافة الصدام والتناقض الكلي ميزتهم متناسين اهمية التوافق في ضمان الاستقرار». وأضاف شوكات إن مصلحة تونس تقتضي هذا التقارب بين النداء والنهضة تحدده مصلحة تونس ومصلحة المشروع الديمقراطي فنحن كممثلي التيار الوطني نرى أن مصلحة البلاد تقتضي التقاء المدرستين حول مسائل مشتركة كالأمن والتنمية وغيرها من المشترك وهي ميزة تونسية ودونها نحن أمام طريقين إما الفتن والحروب او عودة الديكتاتورية من جديد». ويذكر أن حزب نداء تونس يستعد لعقد أشغال مؤتمره الأول بداية شهر ديسمبر القادم أو 14 جانفي على أقصى تقدير مستغلا بذلك تأجيل الانتخابات البلدية التي كانت مقررة ليوم 17 من نفس الشهر. كما يذكر أن القيادات الوافدة على النداء لم تكن محل ترحاب من قبل عدد واسع من الندائيين. فهل ينجح حافظ في تماسك الحزب سيما وان الحزب دون هيكلة تذكر بعد الهجرة الكبرى لقيادات تاريخية للنداء في اتجاه مشاريع سياسية أخرى؟