في رده على سؤال ل «الصباح» حول ما ذكره مصدر من نداء تونس بخصوص «مخطط» لمجموعة صلب النداء للسطو على الحزب بعد إبعاد المدير التنفيذي في اتجاه البرلمان وخلق فراغ داخلي يمكنهم من السيطرة على النداء اثر المؤتمر القادم، رد رئيس مكتب الإعلام والاتصال بنداء تونس فؤاد بوسلامة بالقول «بداية وجب التأكيد على أن ما ذهبتم إليه بعيد كل البعد، ذلك أن دفة القيادة مازلت بيد المدير التنفيذي حافظ قائد السبسي بالإضافة إلى الهيئة السياسية». وأضاف بوسلامة «إما بخصوص التحضير لإشعال المؤتمر القادم فان هناك لجنة خاصة بصدد إتمام ما بدأته منذ شهور قصد ضمان كل أساليب النجاح للمؤتمر». وختم المتحدث بالقول إن النداء عاقد العزم على إنجاح محطته الانتخابية الداخلية القادمة وان الصندوق هو الفيصل بين الجميع وفقا لقواعد اللعبة الديمقراطية. وذكر مصدر من نداء تونس انه لن يكون هناك مؤتمر للنداء خلال هذه السنة، وان كل ما في الأمر أن هناك محاولات جديدة لتلهية أبناء الحزب عن الواقع السياسي الداخلي في ظل سيطرة عدد من الوافدين على محركات العملية السياسية داخليا وتوظيفها. واعتبر المصدر أن بعض القيادات الجديدة لن تقدم على أي مؤتمر سواء كان على المستوى الوطني او الجهوي او حتى المحلي ذلك أن الحزب لم يوزع الانخراطات التي تخول للمناضلين اختيار ممثليهم الجهوين لتمثيلهم في المؤتمر الوطني بما يعنيه ان الحديث عن المؤتمر ما هو الا محاولات جادة لامتصاص حالات الغضب من سلوك الملتحقين حديثا بنداء تونس. واعتبر المصدر ان أسباب غياب المؤتمر تعود أساسا إلى سعي مجموعة برهان بسيس الى تثبيت نفسها داخل النداء في ظل غياب هياكل حزبية واضحة وهو ما سهل على بسيس ومجموعته السيطرة على المدير التنفيذي وعزله عن بقية القيادات سيما القديمة منها وهو ما خلق هوة بين قائد السبسي الابن والبقية حيث لا لقاءات معه الا عن طريق «وساطات» يتقدمها بسيس او سمير العبيدي. وفي سياق متصل بين مصدرنا ان هناك خطة سياسية تقضي بابعاد حافظ قائد السبسي تدريجيا من الحزب وتقوم الخطة على اولا انتخاب المدير التنفيذي للحزب عضوا في البرلمان عن دائرة المانيا خلفا لحاتم الفرجاني الذي انتقل للعمل في حكومة الوحدة الوطنية، ورجح مصدرنا ان التحاق «حافظ» بالبرلمان مضمون بنسبة كبيرة وان الامر يتعلق فقط ببعض الترتيبات البسيطة كترتيب لقاءات مع الجالية التونسيةبالمانيا وحملة دعائية وسط الجالية هناك لتبرير فوز حافظ قائد السبسي بالمقعد الوحيد هناك. وبعد ان يتم انتخابه عن دائرة المانيا سيحافظ قائد السبسي الابن على صفته مديرا تنفيذيا بنداء تونس وهو ما سيؤهله لفض النزاعات التي سيتم افتعالها داخل الحزب سواء على المستوى الوطني او الجهوي ولأن التزامه بالبرلمان ليس بالامر الهين ستدفع مجموعة برهان بسيس بقائد السبسي الى التخلي على جملة من الصلاحيات اما لبرهان او لسمير العبيدي او لشخصية اخرى لم تتحدد ملامحها بعد على ان تتولى جميعها الاذن بتوزيع الانخراطات وتحديد مواعيد المؤتمرات الجهوية والمحلية لانتخاب مؤتمرين للاستحقاق الداخلي بنداء تونس. ومع انطلاق توزيع الانخراطات سيتم خلق طبقة ندائية جديدة بالاضافة الى مناضلين سابقين بالحزب بهدف ايجاد موالين جدد للماسكين بزمام الامور مما يسهل صعود مجموعة بسيس والعبيدي الى المكتب التنفيذي والمكتب السياسي ومنها ستتحول هذه المجموعة الى اغلبية داخل الحزب مما يمكنها من صنع الخيارات والقرارات وسياسات الحزب. وأضاف ذات المصدر «وحتى تحصل هذه المجموعة على شرعية كاملة سيكون حافظ قائد السبسي رئيسا للحزب ولكن بتأثير محدود في ظل تمكن مجموعة بسيس من السيطرة على مخرجات القرار النهائي بعد حصولها على الأغلبية داخل المكتب التنفيذي والسياسي». وختم المصدر قائلا إن هناك شخصية «مهمة وكبيرة» على علم بهذه الخطة وقد تتدخل في اي وقت او في الوقت الذي تراه هي مناسبا لإنقاذ النداء من تدخل البعض. وعن مدى صحة هذه الخطة سيما وان تفاصيلها متماسكة ومترابطة رد مصدرنا بالسؤال قائلا «كيف تفسرون حماسة برهان بسيس في الدفع بسي حافظ في اتجاهات انتخابات دائرة المانيا؟ كيف تفسرون أيضا حماسة نفس الشخص في كشف تفاصيل المؤتمر والحال أن الحزب لم يناقش الأمر مع منخرطيه في عدد من القيادات؟. وختم المتحدث بالقول إن التشبث بإنكار هذا السيناريو ممكن لأنه سيكشف خطط السطو على الحزب. ويذكر أن حزب نداء تونس يستعد لقعد أشغال مؤتمره الأول تاريخ 14 جانفي على أقصى تقدير مستغلا بذلك تأجيل الانتخابات البلدية التي كانت مقررة ليوم 17 ديسمبر والمؤجلة إلى موعد مارس 2018.