استعرض المسرحي الفاضل الجعايبي «إنجازات» المسرح الوطني التونسي والخطوط العريضة لمشاريعه المسرحية والفنية الخاصة بالموسم الثقافي 2017 /2018 الذي انطلق بداية من الشهر الجاري ويتواصل إلى غاية شهر ماي القادم وتناول بالتقييم ما سجله خلال الموسم الثقافي الماضي وركز على إبراز «بصمته» الإدارية والتنظيمية والفنية في صلب المؤسسة التي يتولى فيها خطة مديرها العام. كان ذلك خلال ندوة صحفية عقدها صباح أمس بالمقهى التابع لقاعة الفن الرابع وسط العاصمة وخصصها لتقديم الخطوط العريضة لمشاريع المسرح الوطني للموسم الثقافي الجديد. وبين أن المسرح الوطني التونسي اختار في انتاجه الجديد الانفتاح على التجارب والرؤى التونسية والعربية المقيمة بالخارج وذلك بتقسيم مواعيد «جاهزيتها» وعروضها تباعا وفق مواعيد ثقافية ومسرحية متنوعة. وهو تقريبا ما سجلته الأعمال الجديدة الستة التي انتجها المسرح الوطني خاصة بالموسم الثقافي الجديد، وتتمثل في مسرحية «الخوف» التي يشترك في اخراجها مع رفيقة دربه جليلة بكار بالاشتراك مع مسرح روهر الألماني وهي أولى ثمرات هذا الموسم باعتبار أنها ستدخل في سلسلة من العروض خلال الشهر الجاري وهي نفس الفترة التي سيكون فيها عمل «ميديا» لبسام سليمان، الكويتي المقيم بلندن حاضرة أيضا، إضافة إلى مسرحية «قزح» للمسرحي الشاب أيمن الماجري في توجه جديد للمسرح الوطني الشاب والتي ينتظر ان تكون جاهزة خلال شهر جانفي القادم. فيما يقدم المسرحي التونسي ماهر العواشري المقيم بألمانيا مسرحية «أر. سي. دي» في شهر فيفري القادم. كما تحدث الفاضل الجعايبي في نفس الندوة عن الانتاج الجديد «انا نسمع وانت تشوف» للكوريغرافي التونسي المقيم بفرنسا حمدي الدريدي وذلك في إطار مواصلة سياسة الانفتاح على العروض الكوريغرافية والتعبير الجسماني والرقص. كما أكد أن بعض الأعمال التي أنتجت بعنوان 2016 /2017 ستواصل عروضها الخاصة بالموسم الثقافي الجديد وذكر في نفس السياق مسرحية «العنف» و»حين رأيتك» لصالح فالح والعمل الكوريغرافي «ألهاكم التكاثر». أنور الشعافي يعود للمسرح الوطني ويسجل الموسم الثقافي الجديد عودة المدير السابق للمسرح الوطني أنور الشعافي لكن في تجربة جديدة استثنائية في مسيرة هذا المسرحي ومختلفة عما قدمه خلال مسيرته التي قاربت الثلاثة عقود وتتمثل في مسرحية «شظايا» التي يطل من خلالها وللمرة الأولى في مسيرته من الركح كممثل. وهي من اخراج العراقي البلجيكي حازم صلاح الدين. وحول هذه التجربة قال أنور الشعافي: «اخترت أن أكون على الركح في مسرحية شظايا لأول مرة في مسيرتي المسرحية أي بعد 30 سنة في تحد لوضعيتي الصحية» وأضاف «هذا العمل يتناول تجربة شخصية تجمع بين الحلم والمعاناة يتداخل فيها الذاتي والموضوعي حول المهنة اخترت ان يشاركني فيها بعض خريجي مدرسة الممثل بالمسرح الوطني فيما كتب نصها بالدارجة بوكثير دومة». وينتظر ان يعرض هذا العمل يوم 27 مارس القادم في اطار الاحتفالات باليوم العالمي للمسرح. اتفاقيات واستضافات لئن أبدى مدير عام المسرح الوطني سعادته بما حققه في فترة تسييره لهذه المؤسسة في مستوى الإصلاح الإداري والهيكلي والبشري والتنظيمي، فإنه لم يخف طموحه وأهدافه للنهوض بالمسرح الوطني وتطوير دوره في مستويات عديدة ذكر منها التسيير والإنتاج والتوزيع وذلك وفق رؤى وأهداف تساهم في الارتقاء وبلوغ المستوى الأفضل. وبين أن المسرح الوطني يطمح في الموسم الحالي لاستقبال 30 ألف متفرج بقاعة الفن الرابع في مختلف العروض التي تقدمها وذلك بعد أن سجلت في الموسم الماضي استقبال 26 ألف متفرج. وفي سياق متصل أفاد الفاضل الجعايبي أن المسرح الوطني ضبط برنامج عمل مفصل لهذا الموسم الثقافي ويتضمن توزيع ثمانين عرضا، استقبال ستين منها بقاعة الفن الرابع وعشرة بالجهات ومثلها على مستوى دولي. ووجه خلال نفس الندوة الصحفية لوما لاذعا لبعض المندوبين الجهويين للثقافة ومراكز الفنون الدرامية والركحية بالجهات بسبب عدم تجاوبهم مع رغبة المسرح الوطني في الترويج لانتاجاته داخل الجهات والصعوبات التي يجدها في التعامل في هذا المستوى. كما كشف عن أبرز الاتفاقيات التي ابرمها المسرح الوطني على مستويات وطنية ودولية وذكر في المستوى الأول المركز الدولي بالحمامات بما يخول تنظيم العروض والندوات وغيرها من الأنشطة الثقافية إضافة إلى المركز الوطني لفن العرائس بتونس بما يتيح للمرح الوطني تقديم عروض بفضاء المركز واستقبال عروض من انتاج نفس المركز موجهة للأطفال كل يوم أحد. أما على مستوى دولي فيتضمن قائمة اتفاقيات الشراكات الفنية الدولية التعاون مع هياكل مسرحية من إيطاليا وفرنسا وألمانيا وغيرها. واتفاقيات شراكة وتكوين في إطار مدرسة فن الممثل مع مسارح عالمية أخرى. ولم تتوقف مشاريع المسرح الوطني في الموسم الثقافي الجديد عند ذلك بل تسجل أيضا انفتاحها على التظاهرات والمهرجانات الكبرى على غرار أيام قرطاج المسرحية والسينمائية ومهرجان المسرح العربي إضافة إلى أسبوع اليوم العالمي للمسرح وأسبوع أيام مركز الفنون الدرامية وتظاهرتي «أيام ناس الفن» و»أحكيلي جاز». وأكد أن برنامج «ساعة سعيدة» سيتواصل لكن بالتخصص في موسيقى الجاز. فيما يسجل انفتاحه على السينما عبر برنامج خاص لنادي سينما تونس بما يعيد الفن السابع لقاعة الفن الرابع مساء كل يوم سبت.