استأثرت حادثة قطع عدد من الأشجار المتواجدة على طول الطّريق المحليّة 815 بأكودة والتي يضمّ ما يزيد عن 150شجرة كالاتوس باهتمام متساكني المدينة وشكّلت حديث القاصي والدّاني لما يكتسيه مشهد الأشجار العملاقة التي كانت جذورها في الأمس القريب ضاربة في عمق الأرض تشهد على عراقتها وعمق تاريخها والتي أضحت اليوم مبتورة ومرميّة على طول حافتي الشّارع من عديد عناصر القتامة ومظاهر الحسرة المشفوعة بحيرة انتابت أهالي المدينة ومستعملي هذا الطّريق حين استفاقوا بداية هذا الأسبوع على أزيز أدوات القصّ التي أتت إلى حدّ الآن على ما يزيد عن الثلاثين شجرة كالاتوس تمّ بترها ولم يبق من جذوعها وقاماتها الباسقة في السّماء إلاّ ارتفاع لا يتعدّى المتر على مستوى سطح الأرض كخيار يبدو أنّه مقصود بما يترك إمكانيّة إعادة نموّها لاحقا في حين تمّ التأشير بالدهن الأحمر على عدد آخر من الأشجار التي مازالت في انتظار مصيرها المحتوم الأمر الذي حرّك السّواكن وأسال الحبر فتتالت بيانات الاستنكار التي تدين العمليّة من قبل عدد من الجمعيّات البيئيّة التي أبدت معارضة لطريقة وأسلوب عمليّة قطع هذه الأشجار التي كانت تساهم بشكل كبير في جماليّة شارع 2 مارس من ناحية كما أنّها لم تكن تمثّل البتّة أيّ اشكال أو خطر يهدد سلامة المارّة أو مستعملي الطّريق كما حظي الموضوع باهتمام ومتابعة عديد الصّفحات الفايسبوكيّة ومستعملي مختلف أدوات التّواصل الاجتماعي التي أجمعت على إدانة العمليّة وفتحت باب التّأويلات والتّخمينات على مصراعيه فتساءلت عمّن يقف وراء صفقة قطع الأشجار وعن الطّرف أو الأطراف المستفيدة من ذلك؟ من أباح قطع الأشجار؟ "الصّباح" وفي محاولة لإنارة الرّأي العامّ ومعرفة الدّوافع الحقيقيّة لقطع الأشجار والمسؤول عن الصّفقة حاولت الاتّصال بمعتمد الجهة ورئيس النّيابة الخصوصيّة بالمكان إلاّ أنّه تعذّر ذلك لالتزاماته بميعاد جلسة بمقرّ الولاية لكن في المقابل أمكن الحصول على جملة من الإفادات والمعلومات التي تختزل في مجموعها في أنّ عمليّة قطع الأشجار ستشمل 139 شجرة كالاتوس بالشارع المذكور وأنّ العمليّة تمّت في إطار قانونيّ حيث أنّ المقاول الذي أوكلت له مهمّة قطع أشجار شارع 2مارس له ترخيص في الغرض وفقا لمراسلة رسميّة عدد1204 بتاريخ3 أفريل2017 كانت قد وردت على كتابة معتمديّة المكان من قبل وزارة التّجهيز ومؤشّرة من قبل وزارة الفلاحة والموارد المائيّة والصّيد البحريّ والتي تتضمّن شروط وتراتيب عمليّة القطع ومختلف الاحتياطات الواجب اتّخاذها كما تشير ذات المراسلة إلي مدّة عمليّة القطع التي تمتدّ من غرّة أكتوبر وإلى غاية الثلاثين من نوفمبر2017 وحسب ذات المصدر فقد انحصرت دواعي وأسباب قطع الأشجار فيما تمثّله من مخاطر تهدّد سلامة المارّة ومستعملي الطّريق من ناحية فضلا على أنّها تمثّل خطرا على الأسلاك الكهربائيّة ذات الضغط العالي بحكم ارتفاعاتها الشّاهقة وامتداد فروعها ! . وجدير بالذّكر أنّ عمليّة قطع الأشجار انتشرت بعديد المناطق حيث كادت أن تستهدف خلال شهر سبتمبر المنقضي الأشجار المتواجدة على طول الطّريق الفاصلة بين مدينة النّفيضة ومنطقة الشقارنيّة لولا هبّة مكوّنات المجتمع المدني بالنّفيضة ووقوفها صدّا منيعا حال تنفيذ العمليّة ممّا يرجّح أنّ العمليّة ممنهجة ومخطّط لها !