بالرغم من أنّ فترة الشباب تتّسم بالحيوية والنشاط فإنّها فترة معرضة لمخاطر عديدة لعلّ من أهمّها ما يتّصل بالصحة والناجمة في معظمها عن سلوكيات غير مرغوب فيها اجتماعيا مثل التدخين وإدمان الكحول والمخدرات. إلى جانب اتساع ظاهرة الإدمان نوعيا لتشمل الإدمان الالكتروني وما يتبعه من مضار ذهنية وجسمية بالغة الخطورة. حسب الجمعية التونسية لطبّ الإدمان بلغ عدد المدمنين في تونس على استهلاك مادة القنب الهندي "الزطلة" حوالي 400 ألف مستهلك، فقد أفاد رئيس الجمعية نبيل بن صالح في تصريح إعلامي أنّه حسب التقديرات التي كشفت عنها الجمعية فان هناك ما يقارب 33 ألف مدمن يستعملون مواد مخدرة أخرى عن طريق الحُقن، وقرابة المليون ونصف المليون مدخّن، و700 ألف مستهلك للمشروبات الكحولية. لكن في دراسة ميدانية أجراها المرصد الوطني للشباب في أواخر سنة 2016 وشملت عينة ل1020 شابا أثبتت النتائج أنّ 71 % من المستجوبين لا يدخّنون، وأمّا المدخنين فقد أكّدوا أنّ الكميّة المستهلكة يوميا تتراوح ما بين 10 و20 سيجارة. كما تشير الدراسة المذكورة إلى أنّ 84 % لا يستهلكون الكحول ويعتبرون أنّه ليس كلّ من يستهلك الكحول هو بالضرورة مدمن. إلاّ أنّ هذه النسبة لا تنفي خطورة ظاهرة تناول الكحول على السلامة المرورية بدليل ارتفاع عدد الحوادث الناجمة عن تلازم مؤشري العمر المتدني (18-25 عاما) والسياقة في حالة سكر. وتتزامن تجربة التدخين مع المرحلة الدراسية في مستوييها الإعدادي والثانوي، إلى جانب ذلك هناك نوع من التطبيع والقبول الاجتماعي لظاهرة استهلاك الزطلة ويتحصل نصف عدد الشباب المستهلك للمخدرات على المواد المخدرة من الأصدقاء في الحي. وفي ما يتعلّق بالمخدّرات فقد عبّر 93% من المستجوبين عن عدم استهلاكهم لمادة مخدّرة. ويعتبر حوالي 80 % من المشاركين في هذا المسح أن استهلاك المخدرات من قبل أمر غير طبيعي. في المقابل 7% استهلكوا مادة مخدّرة من باب الفضول، ويتبيّن أنّ 51.3 % من المستهلكين لهذه المادة لأوّل مرّة تتراوح أعمارهم بين 16 و20 سنة. ووفق الدراسة لا توجد فروقا ذات صلة بين بداية التدخين وبداية استهلاك المخدرات لدى الشباب المستجوب فهي بين 13 و18 سنة بالنسبة للتدخين وبين 15 و20 سنة بالنسبة للمخدرات. وهذا يؤكد أن تجربة استهلاك المخدرات لا تختلف في أذهان الشباب المستجوب عن تجربة التدخين.