يحتضن فضاء المتحف بأوتيك (من ولاية بنزرت) والحديقة الأثرية به يومي 28 أكتوبر و4 نوفمبر تظاهرة، ينظمها مهرجان بنزرت الدولي في إطار التفاعل مع البرامج الوطنية التي تشرف عليها وزارة الشؤون الثقافية على غرار «مدن الحضارات» و»أكتوبر للموسيقى». وحسب ما أفادنا به الكاتب العام لهيئة المهرجان رضا الغربي فإن التفاعل مع هذه البرامج الوطنية هو وليد قناعة لدى الهيئة في تصور وبرمجة وتنفيذ مشروع ثقافي تنشيطي ينفتح من خلالها المهرجان على محيطه وينفذ عبره إلى أعماق الولاية ويهدف إلى إحداث حراك ثقافي جديد بمدن ضاربة في التاريخ ويختزن مقدرات أثرية معتبرة ويمنح جمعية مهرجان بنزرت الدولي حضورا أوسع وإشعاعا أكبر ومرئية تنشيطية على مدار السنة. وإن انخراط مهرجان بنزرت في مثل هذه البرامج يشكل فرصة تاريخية يكرس من خلالها خصوصيته الثقافية المتوسطية ،علما بأن تسميته الأولى كانت «مهرجان أغنية البحر الأبيض المتوسط» ، ويسعى إلى جعل أوتيك وجهة ثقافية فنية مميزة للزيارة والنشاط والعرض الموسيقي؛ باعتبار أن المهرجان له استحقاقان اثنان: تنظيم الدورة الصيفية، والإسهام في الفعل الثقافي . ويتضمن برنامج هذه التظاهرة عروضا موسيقية كلاسيكية تقدم لأول مرة بفضاء المتحف يؤمنها موسيقيون من تونس ومن رومانيا. وسيقدم يوم السبت 28 أكتوبر ثنائي الكمان أندريا وبوغدان غريغوريوس من رومانيا معزوفات لموزارت وباخ وهاندل وشوبارت وهايدن، بينما يقدم الأوركسترا السمفوني التونسي بقيادة حافظ مقني عرضا موسيقيا كلاسيكيا: أوركسترا الصالون، يوم السبت 4 نوفمبر القادم . ويعود سبب اختيار مدينة أوتيك العتيقة لاحتضان هذه التظاهرة حسب الوثيقة المعدة للغرض إلى اشتمالها على فضاء متحفي شاسع وثري، لكنه ظل خارج دائرة العمل الثقافي الحقيقي، وظلت هذه المقومات نائية عن أهالي المدينة ومنسية وخارج دائرة الضوء، وبقي الموقع الأثري بما يختزنه يعيش حالة من الرتابة في التصرف والنشاط وخارج دائرة الاهتمام التنموي المستدام. فأوتيك مدينة الحضارات والتاريخ في حاجة إلى حركية ثقافية جديدة، ومتحفها بانتظار زوار جدد وكثر.