لا تزال تفاعلات نكسة برج العرب تخيم على الأجواء في سوسة وفي كافة أرجاء الساحل وحيثما وجدت خلايا الأحباء، وقد تزامن انتظار ما سيترتب عن ذلك من اجراءات تتوق إليها الاعناق المشرئبة وتتلهف الى سماعها الآذان الصاغية، مع الاصداع بقرارات مهمة بطرق مفاجئة غير معهودة ووسائل غير مألوفة تم ابلاغ المواقف المتخذة عن طريقها، وتخص العملية استقالة المدير الرياضي زياد الجزيري ثم تنحي حسين جنيح المدير التنفيذي: فالأول أكدها بعظمة لسانه حينما أعلن عن اتخاذه هذا القرار دون أي اعلام مسبق لرئيس النجم رغم أن بروتوكول التعامل يقتضي تقديم الاستقالة للمسؤول الذي عينك، ولا شك أن الضغوطات النفسية والأجواء غير العادية المشحونة بالتهجمات الكلامية هي التي حتمت الالتجاء إلى هذا الأسلوب في التعامل... أما بالنسبة للمدير التنفيذي حسين جنيح فإن الشائع أنه التجأ لوسيلة اعلام إذاعية من تونس العاصمة للاعلان عن نفس القرار وهو الاستقالة نسجا على منوال زميله المدير الرياضي والحال أن رضا شرف الدين هو المعني بالقرار وللتعامل الإداري سلوكياته خاصة بعد التحاور المسبق الذي دار بين الطرفين في نفس الاطار ونفس اليوم... وبدون أن نبحث عن المبررات والتعلات نكتفي بالقول بأن ما رافق القرارين المتخذين هو الذي زاد في إلهاب التوتر ودخول الاجراءين المعلنين حيز التنفيذ دون بروز محاولات تدعو إلى عدم التسرع رغم أن ذلك يمثل الرغبة الجياشة للجماهير والطلب الملح الذي رافق الوقفات الاحتجاجية الحاصلة والتي زادت إلهاب الاجواء وارتفاع نسق الادانة... رضا شرف الدين: كثافة الاتصالات لم تمنع المفاجآت ردا على ما حصل، وتعقيبا عما يقال، يتدخل رئيس النجم رضا شرف الدين لتوضيح ما يجري والايفاء بالجديد على مستوى القرارات وفق ما تقتضيه طبيعة الظرف ويتطلع الأحباء إلى معرفته وهذا ما صرح به سي رضا في هذا المجال: «لقد حرصنا على أخذ الوقت الكافي لدراسة الوضع قبل اتخاذ أي قرار تجنبا للاستعجال وتوقيا من اعادة نفس الأخطاء، ولهذا ركزنا طيلة ايام ثلاثة على اجراء الاتصالات المباشرة برجالات عارفة بطبيعة ما يجري وخبيرة بمثل هذه الأجواء مما يجعل الاستفادة من آرائهم ومواقفهم مجدية ومفيدة، وقد مست هذه الاتصالات أسماء بارزة ومعروفة في فرنسا والسعودية وقطر بالاضافة بالطبع إلى الموجودين في تونس، والاتصال المباشر مستمر... نحن ندرك أن الضغوطات الحاصلة والقرارات السريعة لا يمكن أن تفيد، لكن ما راعنا إلا والبعض بدأ يعلن عن القرار الذي يخصه دون اعلامي أو استشارتي، وحصل ذلك أيضا عقب اجتماعي بحسين جنيح وتوضيح العديد من الأمور لكن ما راعني إلا الاعلان عبر اتصال إذاعي في تونس العاصمة عن تقديم استقالته». رئيس النجم: قبلنا الاستقالتين حول هذه النقطة بالذات أضاف رضا شرف الدين قائلا: «ما أريد أن أقوله لجماهير النجم هو: أن رئاسة فريق عريق ليست سهلة خاصة وأن للجميع آمال عريضة ويبنون طموحات جمة هي مشروعة لعراقة النادي وقيمته، وفي المقابل هناك من أراد التشكيك وأن رضا شرف الدين لا يعرف كيف يتحمل المسؤولية، أجيب هؤلاء بالقول: «صحيح أني رجل أحب اصدقائي لكن الذي أؤكد عليه هو أني امام مصلحة النجم لا أعرف احدا حتى أخي... لقد جئت من أجل غاية وحيدة هي خدمة النجم واعلاء مكانته... وبالنسبة لما تم الاعلان عنه من استقالات فقد قبلتها... هذا ما أقوله للأحباء: النجم أمانة في عنقي رضا شرف الدين المعروف برصانته وهدوئه عند اتخاذ القرارات حتى وان كانت الظروف صعبة والأجواء غير عادية، اختتم كلمته بالتوجه إلى الأنصار قائلا لهم: «إني لم ابادر بالإعلان عن القرارات المتخذة ليس من باب العجز وإنما ابتغاء كثافة التشاور مع عديد الكفاءات والقدامى، فلقد بدأنا نعمل من أجل ايجاد الحلول الناجعة التي تقي النجم لاحقا من أي انحرافات أخرى، وباستشرافنا للمستقبل سندرك غاياتنا من أجل فريق متألق، وإن شاء الله ننال رضا النجم ورضا أحبائه..». بشير الحداد فيما يستأنف النجم التمارين وسط احتياطات أمنية المغربي الرقراقي يدخل سباق خلافة «فيلود» وسط أجواء مشحونة بالنقد الشديد للوجه الذي بدا عليه اللاعبون ويتحمل مسؤوليته الاطار الفني عقب نكسة برج العرب التي لن تمنحى من الأذهان، يعود النجم الجمعة للتمارين بعد راحة تواصلت 4 أيام كانت مناسبة للتقييم الشخصي للمردود المقدم وتحديد المسؤوليات. وباستثناء العناصر الدولية الخمسة الموجودين مع المنتخب الوطني وهم المثلوثي وبن عمر والنقاز والطرابلسي والبدوي فإن بقية اللاعبين سيكونون في الموعد بداية من الثانية بعد الظهر وسط اجراءات تنظيمية واحتياط أمني كبيرين توقعا لردود فعل جماهيرية تجاه الاطار الفني واللاعبين... أما بالنسبة للمدرب الذي سيتولى الاشراف على التمارين فلم يتسرب أي خبر حول امكانية قيام هيبا فيلود رفقة مساعديه بهذه المهمة ولو بصورة مؤقتة وانتقالية أو يتم تكليف وجوه أخرى قبل البت في موضوع الاطار الفني الجديد... وليد الرقراقي يدخل قائمة الاسماء المتداولة بعد برتران مارشان وشهاب الليلي وعمار السويح تتداول الاشاعات المتناقلة لاسم المدرب الجديد الذي سيعوض هيبارد فيلود الممرن المغربي وليد الرقراقي الذي سبق له البروز كلاعب في فرنسا بصورة خاصة وكذلك في المنتخب قبل الاشراف على الحظوظ الفنية للفتح الرباطي... غير أن مصادر مطلعة أكدت لنا أن ذلك مستبعد لقلة خبرة الرقراقي وارتفاع ثمنه الذي يساوي 35 ألف أورو شهريا أكثر من 100 مليون.