استهدف صباح أمس شاب يدعى زياد بن محمد الغربي معروف بكنية «أبو زياد» يبلغ من العمر 25 سنة أصيل جهة حي التضامن ضابطي أمن وقد اعترف خلال التحريات الأولية انه خطط للعملية منذ فترة وتحول صباح امس الى جهة باردو وكان متسلحا بسكين ولاحظ عون أمن وفكر في استهدافه ولكنه لم ينجح لان العون كان يقف قبالته فباغت ضابطين واعتدى عليهما ثم حاول الفرار. وحول ملابسات الحادثة قال الناطق الرسمي باسم القطب القضائي لمكافحة الإرهاب لوكالة تونس افريقيا للأنباء ان النيابة العمومية بالقطب اذنت امس بالاحتفاظ بمنفذ عملية الاعتداء بسكين على اطاري امن في منطقة باردو وإحالته على الفرقة الوطنية للأبحاث في الجرائم الارهابية بالقرجاني لمواصلة التحقيق معه. وتفيد الأبحاث الأولية وفق السليطي، ان الشخص المعتدي على اطاري الامن قام لدى هجومه على الدورية الأمنية لشرطة المرور بساحة باردو بتهديدهم وتكفيرهم مرددا عبارات «الله اكبر» و»طواغيت» مضيفا أن المعتدي هو من مواليد 1992، وليست له سوابق عدلية وغير معروف لدى الوحدات الأمنية. وأشار السليطي الى أنه اعترف باعتزامه الالتحاق بمجموعات إرهابية في ليبيا وفق الأبحاث الأولية، كما تم حجز وسيلة ارتكاب الجريمة، والى الآن الأبحاث متواصلة لمعرفة المزيد عن هذه الحادثة. ومن جهة ثانية أفاد رئيس قسم جراحة القلب والشرايين بمستشفى الرابطة بالعاصمة رؤوف دنقير وكالة تونس افريقيا للأنباء بأن الإطار الطبي قد تدخل في الإبان وتمكن من إسعاف الإطار الأمني الذي تم طعنه صباح أمس الاربعاء بساحة باردو وإيقاف النزيف الذي كان يعاني منه لكن حالته الصحية مازالت حرجة وتتطلب انتظار ما بين 12 و48 ساعة. وبين أنه تم إيداع الأمني المصاب بقسم الإنعاش إثر إجراء عملية جراحية على مستوى الرقبة مشيرا إلى انه تم استهداف الضحية بسلاح ابيض على مستوى الجانب الأيسر من الرقبة . مؤكدا على ان الإصابة تسببت له في نزيف بسبب تمزق الوريد والشرايين وذكر ان الحالة الصحية للمصاب كانت متعكرة وخطيرة لدى وصوله وانه اصيب بتوقف للقلب والدورة الدموية أثناء عملية نقله إلى المستشفى. وللإشارة فإن الاطار الامني رياض بروطة يبلغ من العمر 53 سنة وهو متزوج واب لثلاثة ابناء. ◗ مفيدة أطلقها كمال زروق قبل ثلاث سنوات.. «مرحلة يأس داعش» تعيد «فتوى السكاكين» وتستهدف إطارين أمنيين قبل حوالي ثلاث سنوات أطلق الإرهابي كمال زرّوق الرجل الثاني في تنظيم «أنصار الشريعة» المحظور الذي قتل اثر غارة أمريكية قرب مدينة تل تدمر من ولاية البركة السورية «فتوى السكاكين» ووجه رسالة الى كتيبة «عقبة بن نافع» الارهابية ودعاهم الى استهداف أعوان الامن والجيش وحرّض الارهابيين على قتلهم ومهاجمتهم بالسكاكين اذا تعذر عليهم تصويب الذخيرة صوب الأمن والجيش الذي اسماهم ب»العدو» و»الطواغيت». رسالة كمال زرّوق دعا فيها أتباعه الى سفك دماء الأمنيين والجيش وحثّهم على القتل والذبح..رسالة حملت عباراتها الكثير من العنف والدم والذبح وجهها لأنصار «داعش» في تونس لقتل أعدائهم ممن أسماهم بالطواغيت وحرض زروق تحريضا مباشرا الخلايا النائمة على النزول إلى المدن وقتل الأمنيين والعسكريين وبعد فتواه مباشرة تم استهداف عون الأمن محمد علي الشرعبي من قبل أنصار زروق الذين أرادوا أن يثبتوا أنهم فهموا رسالته واستجابوا لفتواه وتلت تلك العمليات عدة عمليات أخرى وآخرها استهداف عدد من رجال الامن من تونس العاصمة ومناطق اخرى. مرحلة «الياس».. نور الدين النيفر الخبير الأمني أفادنا أن هناك فتوى على المستوى الوطني وفتوى على المستوى الدولي مفادها انه يجوز ذبح الكثيرين والطواغيت حيثما كانوا سواء في ارض المسلمين أو في غير ارض المسلمين وهي جهاد عيني يفرض على كل مجاهد يكون في ارض الكفار أو قبالة من يخدم الكفار من الطواغيت والظالمين ومن لم يبايع حماة دين الله. لهذا نجد توازيا مع ما حدث في أوروبا وبالأمس في الولاياتالمتحدة من دهس واعتداء بالسكاكين وما حصل في تونس اليوم مع دورية الأمن العمومي المنتصبة بساحة باردو. ذلك ان هناك مخططا لاستهداف من يسمونهم «الطواغيت» والظالمين والطغاة، فعملية باردو تندرج في سياق تناول كل المعطيات حول البرلمانيين لمعرفة دخولهم وخروجهم وعناوينهم الخاصة ومواقعهم على «الفايس بوك» واستنساخ صورهم ومتابعتهم على «الفايس بوك» و»تويتر» اذا ما وجد وتصنيفهم وفقا لدرجة «معاداتهم للتفكير التكفيري» واستعمال الوسائل المتاحة التي أصبحت أولا الدهس وثانيا الأسلحة البيضاء بعد أن تمكنت قوات الأمن الوطني بمختلف الأسلاك والجيش الوطني بمختلف الاختصاصات من محاصرة تهريب السلاح عبر الحدود وتضييق الخناق على «داعش» وأخواتها. واضاف نور الدين النيفر أن اليوم هناك حملة قوية على مستوى «الفايس بوك» للتجنيد لعناصر تقوم بالدهس والتذبيح بالأسلحة البيضاء وهي علامة على يقظة المنظومات الأمنية وعدم قدرة هذه التنظيمات كما كان من قبل في السنوات الماضية من الحصول على السلاح وتمريره عبر التهريب الحدودي. ومع ذلك فهناك مخاطر جدية في الاستمرار في هذه الموجة لأنها موجة الياس لدى هذه العناصر وهي قد تؤدي الى استعمال السلاح الابيض ضد الامنيين والعسكريين من اجل الاستيلاء على اسلحتهم الفردية او المستعملة في الدوريات ومن الاكيد ان هذه الوضعية تطرح بشكل معمق مسالة كيفية حماية الامنيين عند ممارستهم لوظائفهم ومخاطر المهنة الأمنية في ظرف تتصاعد فيه في اوروبا وامريكا موجات الارهاب عبر الافراد او ما يقع تسميته بالذئاب المنفردة التي يقع تحريكها عبر وسائل الاتصال الاجتماعي وبعض الفتاوى وحتى اللقاءات في المساجد وبعض العائدين من بؤر التوتر الذين يتحركون في حكم اليأس بسرية وينفثون سمومهم الفكرية فيمن تعذر عليهم اكتساب الفكر النقدي والاحاطة الدينية المعتدلة والمستنيرة للدين الاسلامي الحنيف. وختم النيفر ان هؤلاء لا يستهدفون الان المواطن العادي هم يستهدفون كل مسؤول في الجيش، القضاء، والامن الوطني، المؤسسات الاعلامية، النواب، رؤساء الاحزاب، التي يعتبرونها مخالفة او مضادة للدين وبعض المثقفين وبعض العمليات خبط عشواء فوضوية مبدؤهم في ذلك عندما تتاح الفرصة عليهم ان ينتقموا. ◗ مفيدة القيزاني من موقع الحادثة على اثر تعرض عوني امن بساحة باردو الى هجوم بواسطة سكين على يد تكفيري، صباح امس الاربعاء حوالي الثامنة والربع صباحا، اصيب من خلاله شرطي برتبة رائد على مستوى جنبه ورقبته بينما اصيب امني آخر بجروح على مستوى وجهه.. وعند حلولنا بالمكان الذي جدت فيه الحادثة كانت الدماء تكسو الارضية وتم تطويق المكان وقد أفاد مصدر امني كان متواجدا هناك ان التكفيري قبل تنفيذ الاعتداء على اعوان الامن ردد كلمة «الله اكبر» وتبين انه متبن للفكر التكفيري السلفي وقد تم القاء القبض عليه وإحالته على التحقيق.. من جهته صرح طارق الرياحي كاتب عام نقابة اقليم الامن الوطني بتونس ان الحادثة التي تعرض اليها زميلهم بساحة باردو هي عمل اجرامي وهي عملية ارهابية بما ان منفذ الهجوم خطط وبحث وراقب قبل تنفيذ هجومه على اعوان الامن بساحة باردو.. وأضاف ان الرائد الذي اصيب على مستوى رقبته احيل على مستشفى الرابطة وخضع الى عملية جراحية وحالته مستقرة بقسم العناية المشددة وتم اسعاف زميله الذي تعرض الى جروح على مستوى وجهه ومازالت الابحاث والتحقيقات متواصلة.