بيروت)وكالات(قال مسؤول كبير في الحكومة اللبنانية أمس إن لبنان يعتقد أن السعودية تحتجز رئيس وزرائه سعد الحريري مضيفا أن بلاده تتجه لدعوة دول عربية وأجنبية للضغط على الرياض لإعادته. يأتي ذلك فيما قال مصدر ثان، وهو سياسي بارز مقرب من الحريري المتحالف مع السعودية، إن المملكة أمرته بالاستقالة ووضعته قيد الإقامة الجبرية، بينما قال ثالث على علم بالوضع إن السعودية تقيد حركته. وأدخلت استقالة الحريري المفاجئة، التي أعلنها في كلمة بثها التلفزيون من السعودية، لبنان في أزمة سياسية عميقة ودفعته مرة أخرى إلى واجهة الصراع الإقليمي بين السعودية وإيران. كما أثارت تكهنات في لبنان بأن الحريري، حليف الرياض منذ فترة طويلة، أجبر على الاستقالة. ونفت السعودية وأعضاء من حركة المستقبل التي يتزعمها الحريري ما تردد عن وضعه قيد الإقامة الجبرية، لكنه لم يدل بنفسه بأية تصريحات تنفي تقييد حركته. كما قام بزيارة لمدة يوم واحد للإمارات هذا الأسبوع قبل أن يعود إلى السعودية. وقال مكتب الحريري في بيان إنه استقبل سفير فرنسا لدى السعودية أمس واجتمع كذلك مع رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي لدى السعودية قبل يوم والتقى السفير البريطاني والقائم بالأعمال الأمريكي يوم الثلاثاء. وتقول السعودية إن «حزب الله» المدعوم من إيران «خطف» النظام السياسي بلبنان. وفي خطاب استقالته، هاجم الحريري إيران و»حزب الله» واتهمهما بإثارة الفتنة في العالم العربي، وقال إنه يخشى اغتياله. وكان والده رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري قد اغتيل في تفجير استهدف موكبه عام 2005. وفي تصريحاته التي أوردتها وكالة الأنباء «رويترز» أمس، قال ذات المسؤول الكبير في الحكومة اللبنانية إن «لبنان يتجه إلى الطلب من دول أجنبية وعربية الضغط على السعودية» لفك ما أسماه ب»احتجاز رئيس الحكومة سعد الحريري»، وأكد: «نحن نعتبر أننا لم نتسلم الاستقالة بعد وسعد الحريري لا يزال رئيس حكومتنا». وأضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه لأن الحكومة لم تعلن موقفها بعد أن «الإبقاء على الحريري مقيد الحرية في الرياض يشكل اعتداء على السيادة اللبنانية. كرامتنا من كرامته. وسوف نعمل مع الدول على إعادته إلى بيروت صونا لهذه الكرامة». وقال المسؤول إن الحريري ما زال رئيسا لوزراء لبنان مؤكدا ما صرح به مسؤولون آخرون بالحكومة اللبنانية من أن الرئيس ميشال عون لم يتلق استقالة الحريري بعد. ويريد عون أن يعود الحريري إلى لبنان لشرح أسباب إعلانه الاستقالة قبل أن يتخذ أي إجراء.