تم اختيار تونس عاصمة للثقافة والتراث للعالم الإسلامي سنة 2019 وذلك خلال المؤتمر الإسلامي العاشر لوزراء الثقافة، في مدينة الخرطوم عاصمة السودان. وشارك وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين،أمس 21 نوفمبر في المؤتمر الذي ينتظم تحت شعار (نحو تنمية ثقافية مستدامة لمدن المستقبل في العالم الإسلامي)، بحضور وزراء الثقافة في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، وعدد من الخبراء، وممثلي المنظمات العربية والدولية المهتمة بالعمل الثقافي.. واعتبر وزير الشؤون الثقافية خلال مداخلته أن هذه الدورة ستحظى بأهمية خاصة في هذا الظرف الذي يمر به العالم الإسلامي اليوم والذي يتطلب عملا دؤوبا وتنسيقيا قويا بين الدول والحكومات من أجل تطبيق الإستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي بكل ما تحمله من مشاريع وبرامج ثقافية وتنموية. وكانت مناسبة قدم خلالها الوزير فكرة عن مكانة الثقافة في تونس التي ينص دستورها الجديد على الحق في الثقافة ويلزم الدولة بتشجيع الإبداع الثقافي ودعم الثقافة الوطنية في تأصلها وتنوعها وتجددها بما يكرس قيم التسامح ونبذ العنف والانفتاح على مختلف الثقافات والحوار بين الحضارات وحماية الموروث الثقافي. وأكّد على أن كل هذه المبادئ الدستورية تتقاطع مع الإستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي. وأعلن الوزير أن وزارة الشؤون الثقافية عملت على تقديم برنامج طموح لحماية التراث وتثمينه وتطوير السياحة الثقافية معبّرا عن اعتزازه بتقديم الخبرات التونسية في هذا المجال والاستفادة من خبرات بقية الدول الإسلامية باعتبار الرابط التاريخي بين المكونات التراثية في كل العالم الإسلامي. جدير بالذكر أن المؤتمر العاشر الذي يلتئم في الخرطوم تنظمه المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة – الإيسيسكو -، بالتعاون مع وزارة الثقافة في جمهورية السودان، وبالتنسيق مع الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، ويناقش المؤتمر في هذه الدورة وثيقة المبادئ التوجيهية بشأن الثقافة والمدينة والدراسة التوجيهية حول المؤشرات الثقافية للتنمية والإعلان الإسلامي حول حماية التراث الثقافي في العالم الإسلامي، والصيغة المعدلة للإستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي. ويتضمن جدول أعمال المؤتمر مناقشة تقرير المدير العام حول تنفيذ الإستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي، والتقرير الختامي للاجتماع الخامس عشر للمجلس الاستشاري المكلف بمتابعة تنفيذ الإستراتيجية الثقافية. ويذكر أن الدورة الأولى للمؤتمر الإسلامي لوزراء الثقافة عقدت في دكار بجمهورية السنغال ( 1989)، ثم تتالت الدورات بالعديد من العواصم العربية والإسلامية.