ينتظر أن تلتحق تونس قريبا بالمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا التي يزور مفوضها العام اليوم بلادنا والتي تعتبر اليوم سوقا هامة في القارة الإفريقية. انضمام تونس إلى هذا الفضاء في الفترة القادمة بصفة ملاحظ قبل التدرج نحو إحداث منطقة للتبادل الحر بين الجانبين، سيفتح آفاقا واسعة لتعاون اقتصادي مثمر بين الجهتين في ظل الفرص والآفاق المتاحة لتعزيز التعاون الاقتصادي وذلك في ضوء الإطار العام الجديد للتعاون الذي تمّ توقيعه مؤخرا، والذي يؤسس في مرحلة قادمة لإحداث منطقة للتبادل الحرّ بين الجانبين. توجه تونس اليوم نحو إفريقيا حتى ولو كان متأخرا فانه يعد الحل الأمثل لاستشراف أسواق جديدة تمكن من دفع الاقتصاد وترويج السلع التونسية والاستثمار في هذه البلدان التي تبقى في حاجة ملحة للكفاءات والخبرات والمعرفة التونسية خاصة البلدان الأعضاء في منظمة المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا التي يبلغ عددها 15 دولة. علاقاتنا الاقتصادية بإفريقيا تقتصر على محاولات محتشمة لبعض رجال الأعمال والمستثمرين للتواجد داخل هذه السوق رغم أن الواقع الاقتصادي والتجاري اليوم يتطلب وضع إستراتيجية تجارية واستثمارية خاصة بإفريقيا على غرار ما قامت به تركيا التي فتحت 19 خطا جويا مع إفريقيا من بينها 14 خطا ممولا من الدولة والأعراف جزئيا إضافة إلى عدم تأخرها في تشجيع رجال الأعمال الأتراك على التوجه نحو القارة السمراء عبر دعم تواجدهم اللوجستي وحتى تحمل كلفة تسويغ عقارات أنشطتهم لمدة سنتين. المغرب قامت بنفس الشيء تقريبا واستشرفت مبكرا ما تكتنزه القارة الإفريقية حيث ركزت هناك شبكة من البنوك وخطوط التمويل والمصالح المشتركة لتسهيل عمل المستثمرين المغاربة مع تركيز الخطوط المغربية على دول غرب القارة التي وضعت لها 15 خطا جويا... تونس التي تأخرت عن الركب رغم أنها تعتبر بوابة إفريقيا، تحاول اليوم كسب بعض الأسواق الإفريقية خاصة أن بعض المستثمرين نجحوا إلى حد الآن في وضع بصماتهم وضمان نجاحهم هناك خاصة في مجال المقاولات والتشييد العقاري هذا من حيث التواجد التونسي في القارة.. لكن في المقابل يمكن الاستفادة من الأفارقة عبر استقدامهم لبلادنا لتكون الوجهة الصحيٌة الأولى في إفريقيا. كذلك والى جانب القطاع الصحي يمكن لتونس الاستثمار أكثر في مجال التعليم العالي الخاص واستقطاب الطلبة الأفارقة الذين وجدوا في تونس في السنوات الأخيرة قبلة تعليمية جدية يمكن أن تؤهلها لان تصبح قطبا جامعيا أكاديميا لكل النخب الإفريقية. خاصة أن اغلب المسؤولين وقادة الدول الإفريقية درسوا في تونس وتخرجوا من جامعاتها. وبالإمكان الاستفادة بشكل كبير من التقارب التونسي الإفريقي بشرط تسهيل الإجراءات الإدارية وتوفير الخدمات المتلاصقة والمتكاملة مع القطاعات المعنية من خدمات التنقل وخدمات الإقامة والسفر خاصة بالنسبة للطلبة والمرضى والمستثمرين..