أعلنت وزارة الشؤون الثقافية أمس في بلاغ لها أنه تقرّر تنظيم معرض تونس الدولي للكتاب من 6 إلى 15 أفريل 2018 بقصر المعارض بالكرم. ومن المفروض أن يضع الإعلان عن تحديد موعد رسمي للدورة الرابعة والثلاثين لمعرض تونس الدولي للكتاب حدا للجدل الذي أثير بسبب التفويت في الموعد السابق لفائدة معرض تجاري وبسبب الخلافات بين الإدارة العامة للآداب بالوزارة واتحاد الناشرين التونسيين والاختلاف الجوهري في وجهات النظر حول السياسة التي ينبغي إتباعها لفائدة الكتاب والتي استفحلت في الفترة الأخيرة وانتهت بوضع حد لمهام مديرة الإدارة العامة للآداب. ولنا أن نشير إلى أنه كانت هناك مخاوف حقيقية من أن لا تلتئم الدورة الجديدة لمعرض تونس الدولي للكتاب ليس فقط بسبب تضييع الموعد السابق للمعرض وحجره لفائدة معرض آخر وإنما لما لاح من غيوم خيمت على سماء الساحة الأدبية ولما لوحظ من تجاذبات بين أهم الأطراف الفاعلة في صناعة الكتاب.. وقد عشنا كصحافة وكمهتمين بالكتاب في الفترة الأخيرة على وقع الخلافات والبيانات والبيانات المضادة واللقاءات الإعلامية التي يتم فيها توجيه أغلب أنواع التهم بالفساد وباستغلال النفوذ وعلى وقع ردود الأفعال المنددة أو المكذبة لما جاء على لسان هذا الطرف أو ذاك في حين أجلت الإشكاليات الرئيسية المتعلقة بالكتاب إلى مواعيد غير مسماة حتى أنه لاح لفترة ما أنه لا أحد سواء في الإدارة أو لدى المنظمات المهنية أو لدى بقية الأطراف معني بالفعل بمعرض الكتاب.. واليوم حسمت الأمور ومن المفروض أنه أزيحت كل العقبات حتى أنه تم التخلي عن مقترح تنظيم المعرض بمدينة الثقافة وسط العاصمة بدلا عن قصر المعارض بالكرم وهو مقترح رفضه اتحاد الناشرين الذي تمسك بقصر المعارض بالكرم الذي يعتبر وفق رئيسه الفضاء الأنسب لاحتضان المعرض فهو يتسع لكل العارضين خلافا لمدينة الثقافة التي تفتقر إلى قاعة قادرة على استيعاب كل العارضين.. مع العلم أن مقترح تنظيم المعرض بمدينة الثقافة كان قد صدر عن عدد من الأطراف رغبة في إزاحة الحواجز أو التعلات التي يمكن أن يقدمها البعض لتبرير التهاون في التنظيم أو حتى التخلي عن تنظيم الدورة أصلا. والسؤال إزاء ذلك هل طويت صفحة الخلافات وهل نأمل في أن ينهمك الجميع في الإعداد لدورة جديدة ناجحة؟ بطبيعة الحال، مازال أمام المنظمين ما لا يقل عن خمسة أشهر للإعداد للدورة 34 للمعرض وهي مساحة زمنية معقولة حتى وإن كان من المفروض أن يتم الشروع في الإعداد مباشرة للدورة الجديدة بمجرد أن تنتهي الدورة التي سبقتها. لكن لا ننسى أننا في تونس وفي بلدنا لا نعلن عن أسماء المكلفين بتسيير التظاهرات إلا في آخر وقت ممكن ولا يبدو أننا ننوي تغيير هذه العادة ونعتقد أن هذا المعطى لا يغيب عن المسؤولين الذين يتحملون مسؤولية إدارة تظاهراتنا الثقافية... مبدئيا تم التجديد للأستاذ شكري المبخوت لإدارة معرض تونس الدولي للكتاب في دورته القادمة وإذا ما عدنا إلى الملاحظات والتقييمات المتعلقة بالدورة السابقة فإنها عموما لم تكن سلبية وهو ما يجعل الملاحظين يتوقعون منه مضاعفة الجهود وأن يستفيد من تجربته في الإشراف على الدورة السابقة وأن يساعد على استرجاع معرض تونس الدولي للكتاب لمكانته بين معارض الكتب الدولية والعربية بالخصوص. نقول ذلك ولم يفتنا أن المناخ الثقافي في تونس عموما ومجال الكتاب ليس صافيا تماما بل على العكس، غالبا ما نكون تحت تأثير ضغط جوي خاص جدا ومعرضين للتيارات الهوائية التي تأتينا من مختلف الجبهات الباردة والساخنة وذلك تماما على غرار ما يحدث تقريبا في كل القطاعات بهذه البلد منذ أعوام.