يبدو ان سوء التفاهم وعدم تحمل البعض لمسؤولياتهم والاستسلام للبيروقراطية والخوف من تحمل مسؤولية المبادرة سبب تفويت فرصة عقد معرض تونس الدولي للكتاب في قصر المعارض بالكرم في موعده المحدد وقد كان من المفروض ان تنظم دورته 34 بين شهري مارس وافريل 2018. وبقطع النظر عن المتسبب في عدم التفاعل او الرد على مراسلات ادارة قصر المعارض بالكرم وبقطع النظر عن اصرار البعض على محاسبة من تلاعب بمصير تظاهرة هامة مثل معرض تونس الدولي للكتاب الذي وصل الى مرحلة النضج والذي يتمتع بمكانة بين المعارض العربية والدولية ويحيل على اهمية الثقافة بالنسبة للمجتمع التونسي ويعطي فكرة عن سياسة الدولة في خصوصه وعملها على حل مشاكل الاطراف المعنية به من كتاب وناشرين وموزعين وقراء وهياكل ثقافية ومؤسسات..لا بد اليوم من الاسراع بتأكيد تاريخ عقد المعرض او تعيين تاريخ جديد. تاريخ يضحي الجميع ويلتزمون به دون حسابات او تلكؤ من اجل تونس ومن الضروري كذلك الاسراع باختيار مكان يقبل به الكل دون قيد ولا شرط وهذا ليس من اجل تونس فقط وانما من اجل مواطنيها دافعي الضرائب الذين يمنحونكم الثقة ولا يطالبونكم إلا بالاحترام ويتجاوزون الاخطاء ويغفرونها رغم انه من الواجب محاسبة المسؤولين على اخطائهم وتقاعسهم وإدخالهم للحسابات الشخصية في ادارة المصالح العمومية حتى وان تمت اقالتهم أو الاستغناء عن خدماتهم وتعويضهم بآخرين على الاقل حتى لا نتعرض لنفس المشاكل في المستقبل. وإذا تعذر تنظيم معرض تونس الدولي للكتاب بقصر المعارض بالكرم رغم المحاولات ورغم تدخل عديد الاطراف للتوفيق بين وجهات النظر، وإذا كانت مدينة الثقافة غير قادرة على استضافة معرض تونس الدولي للكتاب مثلما رأى رئيس اتحاد الناشرين التونسيين والعرب محمد صالح معالج فلنا فضاءات عديدة يمكن ان تتسع له خاصة اذا اخذنا بعين الاعتباران اغلب دور النشر العربية والأجنبية لن تحضر في هذه الدورة لأنها ارتبطت بمعارض اخرى تعتبرها افضل من معرضنا الذي تتعثر دوراته من سنة الى اخرى -رغم نجاح الدورة السابقة-ومن بين هذه الفضاءات المتاحة والتي يمكن ان « نتنازل ونقبل بها هذه المرة لحين نصلح اخطاءنا « نجد مثلا قصر المؤتمرات بالعاصمة الموجود في شارع محمد الخامس ولا ننسى انه سبق لنا ان نظمنا فيه دورات كثيرة ناجحة جدا. هذا الفضاء يمكن ان يستوعب دور النشر التونسية والعربية خاصة اذا استغنينا عن عرض اللعب والأدوات المدرسية وكل ما زاد عن الكتاب. اما التظاهرات والأنشطة الثقافية الموازية فيمكن ان تنظم في فضاءات مدينة الثقافة هذا المكسب الهام والجديد والذي نحتاج لان ندشنه بأنشطة هامة ونعرّف عليه ضيوفنا العرب والأجانب والتونسيين الذين تعودوا على المجيء الى تونس من داخل الجمهورية لاقتناء الكتب ومتابعة الندوات والأمسيات الشعرية . وبهذا يصبح شارع محمد الخامس شارع الثقافة بحق تزينه الاضواء ويلتقي فيه المبدعون. لقد قررت وزارة الشؤون الثقافية أن تكون سنة 2018 سنة الآداب والكتاب وان تدعم حضور الكتاب التونسي وان تحقق الصحوة الثقافية التي نريدها لبلادنا ،ومن واجبها اليوم ان تعمل جديا على حل هذا الاشكال وان تسرع بالقرار .