قال السفير السعودي محمود العلي ان بلاده ستواصل الجهود لإنقاذ اليمن والحفاظ على وحدته الترابية، وأضاف أن أكثر من 85 من الأراضي اليمنية تحت السيطرة الشرعية لقوات الرئيس منصور هادي. وأضاف أن أياد خارجية تعبث باستقرار اليمن وتنفذ اعتداءات على المملكة. وجاءت تصريحات السفير السعودي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع السفير اليمني عبد الناصر باحبيب لتسليط الأضواء حول المشهد الراهن في اليمن بعد سنتين على انطلاق الحملة الدولية ضد الحوثيين وتواتر التقارير الدولية والانتقادات بشأن تردي الوضع الإنساني وانتشار الأوبئة والدمار في هذا البلد. كما يأتي المؤتمر الصحفي، الذي حضره سفراء كل من الامارات والبحرين والكويت، عشية انعقاد قمة خليجية تحتضنها الكويت يوم الثلاثاء القادم. وقال السفير محمود العلي ان الخطر الحوثي لا يقل عن خطر «القاعدة» و»داعش»، وأوضح ان انتهاكات الحوثيين وعلي عبد الله صالح وراء استهداف المستشفيات ومنع وصول جهود الإغاثة ونهب أطنان من المساعدات ونشر الامراض. وقال ان 20 ألف طفل جندهم الحوثيون لاستغلالهم في النزاعات.. وشدد السفير السعودي على أن المشكلة مع الحوثيين الذين احتضنتهم ايران وأصبحوا موالين لولاية الفقيه ويريدون من اليمن أن يتبع ايران التي تسعى للسيطرة على الدول العربية وتفتيتها. وقال العلي ان هناك قوة عسكرية ترتبط بقوة خارجية وهي ايران، تريد ان تجعل من المنطقة جزء من ولاية الفقيه وهذا امر لن يقبل اطلاقا. وأضاف سفير المملكة أن القرار بمواجهة الخطر جاء تلبية لطلب رسمي من الرئيس اليمني لإعادة الشرعية.. وأكد السفير السعودي في معرض استعراضه للمشهد اليمني أن بلاده من أكثر الدول معاناة من الإرهاب مشددا على أن السعودية ليست في حرب على اليمن بل هي في حرب من اجل اليمن، وان ما يحدث في هذا البلد ثمار جهد دولي مشترك لمحاربة الإرهاب أينما وجد ولمنع احتضان الإرهابيين. وأشار الى ان المملكة كانت عرضة ل79 صاروخ بالستي أطلقت ضدها واستهدفت مكةالمكرمة، وقال «سنحارب من يتجرؤون على بيت الله أينما وجدوا». وانتقد السفير السعودي التقارير بشأن استهداف الأطفال في اليمن واعتبر انها تستند الى معلومات مزيفة، وقال «ان للحروب ضحايا وان هناك أخطاء تحدث ولكن غالبا ما يتم التحقيق بشأنها ونشر نتائجها». وأشار الى رفع الحصار عن المطارات والموانئ في اليمن لاستقبال جهود الإغاثة. وخلص الى ان بلاده تتطلع الى زوال الازمات في المنطقة. قمة خليجية في الكويت وفي تصريح خص به «الصباح»، أكد سفير الكويت علي الظفيري انعقاد القمة الخليجية بالكويت الثلاثاء القادم بحضور كل الأطراف. وقال «نعمل على تحقيق هذا الهدف والغاية لم الشمل الخليجي». وكشف ان الكويت قدمت مبادرتين لإنهاء الازمة وفرض الحل السلمي. وقال ان اليمن كانت ولاتزال مقبرة للغزاة على مدى التاريخ. وأوضح سفير الكويت ان المتغير السياسي فرض خيارات صعبة للغاية في اليمن وقال «لا أحد يريد الحرب.. اليمن هو الحد الجنوبي والاستراتيجي للخليج»، وخلص إلى أنه «لولا التدخل الخارجي لما حدث ما حدث». «لا تطبيع مع إسرائيل» وفي معرض ردوده على أسئلة «الصباح»، نفى السفير السعودي ما يروج بشأن تطبيع وشيك مع الكيان الإسرائيلي وشدد على أن ما يروج في هذا الشأن عار من الصحة وأن المملكة «لا ولن تبادر بالتطبيع»، واصفا ما يروج في هذا الشأن بأن هدفه الإساءة للمملكة. وشدد السفير السعودي على ان الحرب فرضت على بلاده وان المملكة لم تذهب الى هذه الحرب. وأوضح ان الحروب لها دوما الكثير من الضحايا وان الجهود، التي انطلقت مع القمة الامريكية العربية الإسلامية التي احتضنتها الرياض مؤخرا، للقضاء على كل الإرهابيين ستستمر. وعن مشاركة قطر في قمة الكويت الثلاثاء المقبل أوضح السفير السعودي ان الاشكال مع قطر مشكلة صغيرة، وليست من الأولويات بالنسبة للمملكة، وقال انها تظل مشكلة خليجية خليجية وستحل في البيت الخليجي متى تم الاستجابة لمطالبنا في التوقف عن تمويل الإرهاب. اليمن مأساة مستمرة بدوره، انتقد السفير اليمني نظام الحكم الفردي الكهنوتي العائلي الذي فرضه الرئيس المخلوع طوال 35 عاما واستعرض تعقيدات المشهد المأساوي في اليمن وتطورات الاحداث منذ انطلاق موسم «الربيع العربي»، وقال ان اليمن عاش طويلا تحت ظل الاستبداد والظلم والفساد من جانب نظام الرئيس المخلوع عبد الله صالح الذي سعى لتجهيل وتهميش لليمنيين واستخدام الجيش اليمني ليكون في خدمة القبيلة الحاكمة وتهيئة الأرضية لتوريث الحكم لابنه وتنصيب ابناء أخيه على رأس المؤسسات الأمنية. وخلص الى أن المبادرة الخليجية جاءت لحقن الدماء بعد انقلاب الحوثيين على وثيقة الحوار الوطني. وحول أسباب عدن عودة الرئيس اليمني الى بلاده، قال السفير اليمني ان الرئيس منصور هادي يتردد على العاصمة اليمنية من حين لآخر وبقاؤه في المملكة اجراء يهدف لحمايته لان المناطق المحررة لا تزال عرضة للنيران. وأشار الى ان الحكومة اليمنية الشرعية موجودة في عدن وهي تواصل مهامها. وأشار الى ان الوضع الصحي صعب جدا وان معاناة الأطفال مستمرة وشدد على ان الحوثيين يصرون على الحل العسكري. وأكد سعي اليمنيين لبناء دولة مدنية ديموقراطية وأن الشعب اليمني المتفتح يتوق للكرامة والحرية وللتغيير الحقيقي ويسعى للخروج من النفق المظلم. وأشار الى ان المجتمع الدولي قدم الكثير من المساعدات والقروض لبلاده ولكنها تلاشت بسبب الفساد..