عزوف واضح عن التسجيل وترشحات صورية هي السمة البارزة للانتخابات التشريعية الجزئية في المانيا وكأن ذلك يتفق مع نتائج استطلاعات الرأي التي تؤكد أن الحزب الأكبر في تونس هو حزب العازفين عن التصويت سواء كان ذلك في الانتخابات البلدية أو التشريعية أو الرئاسية وفقا لما ذكرته اغلب مؤسسات سبر الآراء في بلادنا. ويبدو أن الانتخابات التشريعية الجزئية في ألمانيا لن تشذ عن هذه القاعدة فأغلب القائمات المترشحة لم تنجح الى الان في تعبئة الجالية لأنشطتها الانتخابية ليتدخل رؤساء الأحزاب أو الامناء العامون للتعريف بمرشح الحزب في محاولة واضحة لتسليط الضوء على مرشحين لا علاقة لهم بالشأن العام، وكأن ببعض الأحزاب تدرك مسبقا انه لا حظوظ ممكنة لمرشحها لترفع بذلك شعار «العبرة بالمشاركة» كما أن اكتفاء هيئة الانتخابات - بطلب من السلطات الألمانية - بالاقتراع في مراكز السيادة أي قنصليات برلين وبون وهامبورغ ومونيخ سيحول بين عدد كبير من التونسيين وبين الانتخاب. اما مرشحو القائمات المستقلة فقد اكتفى بعضهم بضمان تواصلهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي عبر «الفايسبوك» و»التويتر» وغرف الدردشة احيانا. وفِي واقع الامر فان قائمتين فقط خرقتا هذه القاعدة وهما قائمتا الحزب الحاكم نداء تونس وقائمة التيار الديمقراطي اللذان انطلقا في التعريف ببرنامجهما الانتخابي ميدانيا عبر تعليق البيان الانتخابي وصورة المترشحين . نحو استقطاب ثنائي ولأن لكل انتخابات استقطابها فإن انتخابات ألمانيا ستشهد بلا شك استقطابا بين مرشح نداء تونس فيصل الحاج طيب ومرشح التيار جميل المثلوثي، وإذا كان كلاهما حديثا العهد بالأضواء ولا يتصدرا الصفوف الأولى في حزبيهما فإن خطابهما الانتخابي كان شديد الصلة ببرنامج الحزبين وبخطابهما المعهود. ويؤكد مرشح نداء تونس في أكثر من مناسبة التزامه ببرنامج حزبه في 2014 وقدرته على انجاز الوعود الانتخابية 12 في ما تبقي من المدة النيابية. من جهته ركز ممثل التيار في برنامجه الانتخابي على أربع نقاط وهي حسن التصرف في موارد التونسيين بالخارج وتحسين الخدمات القنصلية والديوانية وتعميم تعليم العربية والإحاطة بالطلبة الجدد. استقطاب عززه النشاط المكثف للمرشحين في الأيام الأخيرة والدعم الكبير الذي يوليه الحزبان في تونس لهذه الانتخابات إذ تحول المدير التنفيذي لنداء تونس حافظ قائد السبسي إلى ألمانيا أكثر من مرة للإعداد للانتخابات كما يشرف القيادي رؤوف الخماسي بنفسه عليها. من جهته أعلن التيار الديمقراطي عن تحول نائبته سامية عبو لألمانيا للقيام بسلسلة لقاءات دعما لمرشح حزبها وحشدا للجالية التونسيةبألمانيا للوقوف وراء «الجميل» كمنافس حقيقي لمرشح التوافق. انتخابات جزئية بنتائج وطنية ورغم أن كل شيء نظريا يفرق هذين الحزبين فإنهما التقيا - عكس عدد من الأحزاب - حول أهمية هذه الانتخابات. فنداء تونس الذي يتصدر الأغلبية الحاكمة يريد أن يربحها ليؤكد أن شعبيته لا تزال على أحسن حال وأن حصيلته في الحكم لن تأثر على حظوظه في 2019. أما التيار الديمقراطي فلم يعد يخفي أرادته لتزعم المعارضة على أرض الواقع وأنه يطمح أن يكون بديلا قد يحكم في 2019. سقف انتظارات الحزبين من الانتخابات الألمانية مرتفع وكلاهما يسعى إلى أن يفوز وأن يعلن طموحه لانتخابات 2019. هدف سيصل إليه الحزب الذي سيقنع أكبر عدد ممكن من العازفين بالتحول نحو إحدى قنصلياتنا للتصويت لفائدة مرشحه. ويذكر أن عدد القائمات الانتخابية المترشحة 27 قائمة منها 16مستقلة و10 حزبية وائتلافية تابعة للجبهة الشعبية وفقا لما أكده عضو هيئة الانتخابات عادل البرينصي في وقت سابق وهي كالتالي: القائمات المستقلة قائمة الأمل :ياسين العياري نداء التونسيين بالخارج: سماح بالحاج سعد نهضة الجالية التونسية: الشاذلي الحمامي صوت تونس من ألمانيا: عماد الطرابلسي الارتقاء: سلمان العبيدي كلنا توانسة: رؤوف وسلاتي. ملتزمون : المنذر بوعدي شباب المستقبل: عبد الرحيم عيساوي. المشعل: الياس بو عشبة صوت الجالية بالخارج : عاطف المرنيصي منارة: منار السكندراني التحدي: محمد الهادي عامري بني وطني: آمنة العوني شبكة الكفاءات العلمية والاقتصادية بألمانيا: سامي القسنطيني قائمة النسور: نظمي بدري الصوت المستقل للتونسيينبألمانيا: خميس المولهي القائمات الحزبية: حزب المستقبل: توفيق الحسناوي حزب المؤتمر من أجل الجمهورية: منذر بوهدي الحزب الجمهوري: منجي بن محمود الطاهري منكم واليكم: أمال كحلون تيار المحبة: الهادي وردة التيار الديمقراطي: جميل المثلوثي القراصنة: سليم عمامو مشروع تونس: بسمة العرفاوي حركة الشعب: حافظ بن منصور نداء تونس: فيصل طيب القائمات الائتلافية الجبهة الشعبية: نرجس الرحماني