في مسعى منها للحسم في الجدل القائم بشأن تنظيم الانتخابات البلدية من عدمه، قررت أحزاب حركة النهضة وحركة نداء تونس والاتحاد الوطني الحر مناقشة موقف موحد لإنجاز الانتخابات البلدية التي اقترحت لها في وقت سابق الهيئة المستقلة للانتخابات تاريخ 25 مارس 2018 ودافعت عنه بشراسة.. ومن المقرر أن تصدر الأحزاب الثلاثة بيانا مشتركا بخصوص هذا الموضوع، علما أن تنسيقا رفيع المستوى جرى أمس على رئسي السلطة التنفيذية بالتوازي مع اجتماع الأحزاب الثلاثة في مقر حركة نداء تونس للتشاور على موعد الانتخابات البلدية، وذلك بعد أن التقى رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي في نفس اليوم رئيس الحكومة يوسف الشاهد وكانت «جاهزية مختلف أجهزة الدولة لإنجاح الاستحقاق الانتخابي البلدي» من ابرز محاور اللقاء الرسمي حسب بلاغ رئاسة الجمهورية. يذكر ان المدير التنفيذي، لحركة نداء تونس، حافظ قائد السبسي، قال في تدوينة نشرت على الموقع الرسمي للحزب «إن نداء تونس سيسعى الى التشاور بخصوص الموعد الأفضل لهذا الاستحقاق الانتخابي لاتخاذ موقف موحد نقترحه على الهيئة العليا للانتخابات.. مرجعيته الرئيسية التوفيق بين حرصنا الشديد على انجاز الانتخابات البلدية وبين توفير كافة الشروط المناسبة لنجاح هذا التنظيم». لكن خلافا للتوقعات لم يفض الاجتماع الثلاثي الى اقتراح موعد محدد على هيئة الانتخابات بل تمت دعوة هذه الاخيرة الى الاسراع بعقد اجتماع تشاوري مع الاحزاب للتوافق على موعد لانتخبات البلدية يرضي جميع الاطراف.. وفي هذا الصدد قالت سميرة الشواشي الناطق الرسمي باسم الوطني الحر في تصريح ل"الصباح" ان ممثلي النهضة والنداء والحر اتفقوا على ضرورة انجاز الانتخابات البلدية خلال 2018 على ان يتم الاتفاق بين جميع الاحزاب على موعد توافقي. ودعت الاحزاب الثلاثة الهيئة المستقلة الإنتخابات الى عقد اجتماع عاجل مع ممثلي الاحزاب السياسية والسلطات المعنية قصد الاتفاق على موعد نهائي للانتخابات البلدية. وعن سبب عدم اتفاق الحر والنهضة والنداء على موعد محدد، قالت الشواشي ان التحالف الثلاثي قرر عدم اقتراح موعد تجنبا للتجاذبات السياسية مشيرة الى ان من الافضل ترك الامر لهيئة الانتخبات على ان يتم تحديد موعد خلال شهري مارس او افريل وقبل حلول شهر رمضان.. ومهما يكن من امر فإن أكبر حزبين متحالفين في الحكم النهضة والنداء، لم يبديا اعتراضا صريحا لموعد 25 مارس 2018 الذي اقترحته الهيئة المستقلة للانتخابات، وأكدا استعدادهما لخوض الاستحقاق الانتخابي، لكنهما عبّرا عن طريق قياديين حزبيين عن رغبتهما في حصول توافق سياسي وحزبي واسع بشأن هذا الموعد إذا ما توفرت الظروف القانونية المناسبة... رئيس الهيئة يدافع عن موعد مارس وكان رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات محمد التليلي المنصري حاول أول أمس اثناء مناقشة ميزانية الهيئة بمجلس نواب الشعب، طمان النواب والأحزاب بخصوص جاهزية الهيئة للانتخابات البلدية، مفندا ما يروج عن تراكم الخلافات بين اعضاء مجلس الهيئة، ودافع بشدة عن استقلالية اعضائها وقال «إن كافة أعضاء الهيئة منزّهون من التجاذبات الحزبية والخلافات لا تتعدى طريقة ومنهجية العمل». كما دافع المنصري عن موعد 25 مارس وقال «إن تونس لا تحتمل المزيد من التعطيل في علاقة بالانتخابات، خصوصا أن كل التعهدات المتعلقة بالانتخابات البلدية قد أنجزت، باستثناء تركيز المحاكم الإدارية الفرعية والمصادقة على مجلة الجماعات المحلية، مبينا أن الهيئة طالبت ب 60 م.د في حين تحصلت على 44 م.د على أن يستكمل المبلغ الباقي في صورة إنجاز الانتخابات البلدية.» الحسم بيد رئيس الجمهورية ينتظر خلال الأيام القادمة تكثف المشاورات السياسية بخصوص موعد الانتخابات البلدية، علما أن رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي عليه ألا يتجاوز 18 ديسمبر الجاري لإصدار امر دعوة الناخبين في صورة التوافق السياسي على موعد 25 مارس كموعد نهائي للانتخابات البلدية. علما ان رئيس الدولة حاول في لقائه يوم 20 نوفمبر 2017، بقصر قرطاج وفدا عن الهيئة العليا المستقلّة للانتخابات ترك هامش من الاختيار والمناورة لفائدة الأحزاب حتى تتمكن من التوافق على موعد آخر غير موعد 25 مارس على ألا يتجاوز شهر أفريل المقبل. تجدر الإشارة إلى أن تسعة أحزاب، اصدرت خلال هذا الأسبوع في بيان مشترك بيانا عبرت فيه عن «انشغالها إزاء إعلان روزنامة الانتخابات البلدية دون تقديم خارطة طريق وقبل المصادقة على قانون الجماعات المحلية وتركيز فروع المحكمة الادارية وقبل الرجوع للتشاور مع الأحزاب السياسية حول الظروف المثلى لإجراء الانتخابات». فتح باب الاعتراض على قائمة الناخبين إلى ذلك أعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في بلاغ لها أمس أن باب الاعتراض على قائمة الناخبين للانتخابات البلدية 2018 افتتح ابتداء من أمس الأربعاء 6 ديسمبر الجاري إلى غاية يوم غد الجمعة 8 ديسمبر الجاري أثناء توقيت العمل. وأضاف بلاغ الهيئة أنه يمكن الحصول على المطبوعات الخاصة بمطالب الاعتراض من مقرات الإدارات الفرعية أو تحميلها مباشرة من موقع الهيئة www.isie.tn. يذكر ان مجلس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، كان نشر في شهر نوفمبر المنقضي، رزنامة الانتخابات البلدية المقرر انجازها في 25 مارس 2018 والتي انطلقت بتسجيل الناخبين الى غاية يوم 25 نوفمبر 2017، ليتم إثر ذلك وضع قائمات الناخبين على ذمة العموم يومي 4 و5 ديسمبر 2017 ثم تلقي الاعتراضات على قائمات الناخبين انطلاقا من يوم أمس 6 ديسمبر وإلى غاية الغد 8 ديسمبر الجاري. وتنص الروزنامة على قيام الهيئة الإعلام بالقرارات المتعلقة بهذه الاعتراضات في أجل أقصاه يوم 13 ديسمبر 2017 لتتولى الهيئة الإعلان عن قائمة الناخبين النهائية بعد انقضاء الطعون في أجل أقصاه يوم 2 جانفي 2018 . ويفتح باب الترشحات للانتخابات البلدية حسب الرزنامة يوم 3 جانفي 2018 على الساعة الثامنة صباحا ويغلق يوم 10 جانفي 2018 على الساعة السادسة مساء. ويتم الإعلان عن القائمات المقبولة للمترشحين للانتخابات البلدية في أجل أقصاه يوم 20 جانفي 2018 ثم الإعلان عن القائمات المقبولة نهائيا بعد انقضاء الطعون في أجل أقصاه يوم 22 فيفري 2018. كما ينص الفصل 7 من هذه الرزنامة على قبول مطالب انسحاب المترشحين من الانتخابات البلدية في أجل أقصاه يوم الخميس 15 فيفري 2018 على أن تنطلق الحملة الانتخابية يوم 3 مارس 2018 على الساعة صفر وتنتهي يوم 23 مارس 2018 على الساعة منتصف الليل. وينص الفصل العاشر على أن الاقتراع للانتخابات البلدية يتم يوم الأحد 25 مارس 2018 ويقترع الأمنيون والعسكريون يوم الأحد 18 مارس 2018 ليكون التصريح بالنتائج الأولية للانتخابات البلدية في أجل أقصاه يوم 28 مارس 2018. وتتولى الهيئة إثر انقضاء الطعون الإعلان عن النتائج النهائية في أجل أقصاه يوم 2 ماي 2018.