جنيف )وكالات) كشفت مصادر مطلعة على مفاوضات جنيف ان المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، طلب من وفد المعارضة أن تكون "واقعية"، معتبرا أنها فقدت الدعم الدولي. وبحسب المعلومات التي تم تسريبها لوكالة الاناضول ، فإن اجتماع الاثنين بين دي ميستورا وفريقه مع المعارضة، كان سيئا بالنسبة للأخيرة، حيث تحامل دي ميستورا على المعارضة، مطالبا إياها بأن تكون "واقعية أكثر، وتتعامل وفق ذلك مع المعطيات". وأضافت أن المبعوث الدولي اعتبر أن المعارضة "فقدت دعمها الدولي"، وأنها إذا شاركت في مؤتمر سوتشي المقبل، دون تحقيق تقدم في سلة الدستور في اجتماعات جنيف الحالية، فإنها "ستتلاشى وتضيع هناك"، وسيكون سوتشي بديلا لجنيف. ولفتت المصادر ذاتها أن دي ميستورا أيضا اعتبر أن "المعارضة تحلل القرار الدولي 2254، وبيان جنيف1 (2012) بشكل خاطئ، وتدلي بتصريحات ترفع من سقفها دون أساس واقعي". وأعلن القرار الأممي 2254 عن مدة زمنية للانتقال السياسي في سوريا تصل إلى 6 أشهر يشكل فيها حكم انتقالي ويتم إقرار دستور جديد وإجراء الانتخابات، ويتقاطع القرار مع بيان مؤتمر جنيف1 الذي أكد على تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات. وتقرأ المعارضة السورية هذا القرار من زاوية انه يعني بدأ المرحلة الانتقالية بتشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات لا يكون لبشار الأسد دور فيها، فيما لم ينص بيان جنيف 1 على اي شيء متعلق بمصير الأسد. دي ميستورا أيضا – بحسب المصادر واسعة الاطلاع – طالب المعارضة الخوض بشكل جدي بمباحثات السلة الثانية، المتعلقة بالدستور، لتحقيق تقدم قبيل الذهاب إلى مؤتمر "لحوار السوري"، في سوتشي، والذي تعتزم روسيا عقده مطلع العام القادم. وتأتي أقوال دي ميستورا، بالتوازي مع تصريحات رئيس وفد النظام في جنيف8، بشار الجعفري، الذي قال في الأول من ديسمبر الجاري، إن النظام "لن يدخل في مباحثات مباشرة مع المعارضة السورية"، طالما أن بيان مؤتمر الرياض2 الأخير للمعارضة السورية، "مازال قائما"، باعتبار أن البيان طالب برحيل نظام بشار الأسد. وانطلقت الجولة الأولى من جنيف8، في 28 نوفمبر الماضي، واستمرت أربعة أيام، ثم توقفت لعدة أيام بعد مغادرة وفد النظام إلى دمشق، قبل أن تستأنف الأسبوع الماضي، بلقاءات بين المعارضة والفريق الأممي فقط. من جهته، أعلن أحمد رمضان، أحد متحدثي وفد المعارضة السورية بمؤتمر جنيف 8 ، الثلاثاء، أن وفد النظام السوري رفض الدخول في مفاوضات مباشرة مع المعارضة، وأنه وضع شروطا مسبقة للمفاوضات. وفي تصريح للأناضول، من جنيف السويسرية حيث تجري الجولة الثانية للمؤتمر، قال رمضان استؤنفت أمس الإثنين، الجولة الثانية من جنيف 8، إثر عودة وفد النظام الذي كان من المفترض أن لديه إجابات على ما طلب منه في الجولة الأولى (جرت قبل أسبوعين). وأضاف النظام يعتمد سياسة الرفض ووضع الشروط المسبقة، النظام رفض المفاوضات المباشرة؛ وهذه رسالة مباشرة للأمم المتحدة بأنه لا يريد مفاوضات جدية. واستطرد قائلاً النظام يريد فقط الإبقاء على المحادثات الثنائية عبر الأممالمتحدة، وليس المفاوضات المباشرة . وأشار رمضان أن وفد النظام عمد إلى وضع شروط مسبقة، من خلال الحديث عن رفض التطرق إلى مصير بشار الأسد، وبالتالي مصير النظام، ورفض أيضا مسألة بيان الرياض2 )صدر الشهر الماضي)، معتبرا أنها حجج لإعاقة الدخول في المفاوضات . وتابع أن وفد النظام رفض أيضا الإجابة على النقاط ال 12 المطروحة عليه من قبل المبعوث الخاص ستيفان دي ميستورا، كما رفض الدخول في مناقشة السلال الأربع (الحكم الانتقالي، والدستور، والانتخابات، ومكافحة الإرهاب)، وبالتالي كان موقفه الرفض المطلق للعملية السياسية تقريبا . وبناء على موقف النظام، أكدت المعارضة، حسب رمضان، في لقائها، أمس، مع دي ميستورا، أنه لا يمكن المضي إلى ما لا نهاية في محادثات ثنائية، دون الدخول في المفاوضات المباشرة، ودون الحديث عن عملية الانتقال السياسي بين طرفنا والوفد المقابل. وأردف وبالتالي فإن المطلوب من دي ميستورا هو تحديد الخيارات والسيناريوهات المستقبلية، وهذا الموضوع كان محور النقاش في جولة أمس، في ضوء إصرار النظام على الرفض . وأشار رمضان أن وفد المعارضة طلب من دي ميستورا التحلي بالشجاعة، وأن يحذر الطرف الذي يرفض، الآن، المفاوضات بشكل فعلي. وشدد على أن الكرة الآن في ملعب الأممالمتحدة، لاتخاذ الخطوة فيما يتعلق في المفاوضات، والمعارضة من طرفها ستجري المشاورات الكاملة للخطوات التالية، وعلى الأممالمتحدة أن تعيد النظر في تقييم وتقدير الموقف، لتحديد رؤيتها لسلوك النظام .