أن يعاد تجسيد حكاية أرعبت كل التونسيين في تسعينات القرن الماضي سينمائيا يعد - بداية- جريئة من مخرج «ملك الموت» كريم بن رحومة خاصة وأن البطل شخص يعاني «البيدوفيليا» ومريض جنسي أقدم على أبشع الجرائم في تاريخ تونس..كيف سيطرح كريم بن رحومة حكاية الناصر الدامرجي أو سفاح نابل فنيا هذا ما ننتظره مع بداية سنة 2018 من فيلم «ملك الموت» بطولة الممثل أحمد الأندلسي الناصر الدامرجي، الذي يعتبر فعليا آخر مواطن تونسي طبق عليه حكم الإعدام، يعود للظهور في فيلم سينمائي لم نتعود كثيرا على نوعيته في مجال الفن السابع التونسي فبعد الجدل، الذي أثاره «شلاط تونس» لم تقدم السينما في بلادنا إلا نادرا أفلاما تعكس «تابوهات» مثل زنا المحارم أو البيدوفيليا واقتصرت جل الأعمال على الجانب الجنسي الشاذ أو ما يعرف ب«العلاقات المثلية» في «ملك الموت» يستعين كريم بن رحومة بالأرشيف والشهادات والملف القضائي للناصر الدامرجي ليصنع عملا روائيا يعتبر تجسيده من قبل أحمد الأندلسي شجاعة لا يقبل عليها أي ممثل خاصة وأن ضحايا «سفاح نابل» الثلاث عشرة من أطفال (تتراوح أعمارهم بين 10 و18 سنة) الفيلم يتناول كذلك النساء في حياة هذا المجرم الجنسي وتأثيرهن السلبي الذي خلف الاضطرابات النفسية التي يعاني منها خاصة والدته «حورية» بائعة الهوى في فترة الأربعينيات التي أنجبته سفاحا وخطيبته وابن خالته التي تركته للتزوج رجلا آخر فاعتدى على ابنها الوحيد وقتله للإشارة يشارك في فيلم «ملك الموت» إلى جانب أحمد الأندلسي كل من الممثل والمخرج المسرحي فتحي العكاري، محمد الداهش، لبنى نعمان ونجوى ميلاد