بنغازي )ليبيا) - أعلنت السلطات في شرق ليبيا عن عقد مؤتمر في مارس المقبل لحشد الدعم لإعادة إعمار مدينة بنغازي ثاني أكبر مدينة ليبية بعد أن لحقت بها أضرار بالغة جراء ثلاث سنوات من القتال بين قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر وجماعات مسلحة متشددة. ويشير الإعلان عن عقد المؤتمر إلى رغبة في إظهار عودة الأمور إلى طبيعتها في ميناء بنغازي بعد أن أعلن حفتر نهاية حملة لطرد مقاتلين متطرفين في جويلية الماضي. واستمرت الاشتباكات بوتيرة متقطعة في بعض المناطق المعزولة، لكن الحياة عادت لطبيعتها في باقي أنحاء المدينة وإن كانت بعض الأحياء تعرضت لدمار شبه كامل بفعل القصف والضربات الجوية. وقال منظمون إن المؤتمر سيعقد تحت مسمى «المؤتمر والمعرض الدولي لإعادة إعمار مدينة بنغازي» في الفترة من 19 إلى 21 مارس. وأضافوا في دعوة نشرت على الإنترنت أن معرضا مدته ستة أيام سيقام في نفس الشهر. وأوضحت الدعوة أن المؤتمر سيكون برعاية مجلس النواب الذي يتخذ من طبق بشرق البلاد مقرا له. وترفض السلطات في شرق ليبيا الاعتراف بشرعية حكومة الوفاق الوطني التي يقودها فايز السراج وتدعمها الأممالمتحدة ومقرها العاصمة طرابلس نظرا لأنها لم تنل الثقة داخل البرلمان ولا يوجد اجماع عليها. وعجزت حكومة الوفاق المنبثقة عن اتفاق سياسي وقع في ديسمبر 2015 في الصخيرات المغربية، عن تثبيت سلطتها بعد دخولها طرابلس في 30 مارس 2016. وتواجه حكومة السراج تحديات أمنية كبيرة مع انفلات سلاح الميليشيات وأزمة سيولة أضعفت قدرتها على الاحتفاظ بولاء جماعات مسلحة انشقت عن حكومة الانقاذ السابقة التي يقودها خليفة الغويل. وسعت الأممالمتحدة إلى مد الجسور بين أطراف النزاع الدائر منذ الإطاحة بمعمر القذافي في 2011. وجرى تعليق المحادثات في أكتوبر. وترعى المنظمة الأممية حوارا ليبيا - ليبيا للتوصل إلى حل للأزمة السياسية. وقد طرح المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة خارطة طريق لإجراء انتخابات عامة وتشكيل حكومة تضم كافة الأطياف، لكن جولات حوار استضافتها تونس لم تتوصل إلى حد الآن إلى حل توافقي حول القضايا الخلافية الرئيسية.