فيلم «شرش» للمخرج وليد مطار المتحصل على جائزة التانيت الذهبي الطاهر شريعة لأفضل أول عمل وجائزة لجنة تحكيم (تي في 5 موند) وجائزة أفضل سيناريو في الدورة الأخيرة لأيام قرطاج السينمائية، سينطلق عرضه بقاعات السينما التونسية بداية من يوم 10 جانفي 2018. ويعد فيلم «شرش» أول الأفلام الروائية لوليد مطار، وقد اختار في عمله هذا التنقل بين ضفتي المتوسط مُسلطاً الضوء على واقع الهشاشة الاقتصاديّة من خلال شخصيّة عاملين، أحدهما فرنسيّ والآخر تونسيي مبرزا تقاطعات وانفصالات عالمي الشمال والجنوب، وهو ما يحيل على عنوان الفيلم «شرش» وهو في مصطلح البحارة في تونس الرياح القادمة من الشمال التي يتعذر بوجودها الخروج إلى الصيد. تنطلق أحداث الفيلم من فرنسا حيث تُقرّر شركة مختصة في صناعة المنتجات الجلديّة إقفال معملها لتنقله إلى أحد بلدان الجنوب، ففي «الجنوب» تقلّ كلفة الإنتاج والضمانات الاجتماعيّة تجاه العمال، يبدأ «هرفي» (فيليب ريبو)، وهو الشخصيّة المحوريّة في الجزء الفرنسي من الفيلم، الذي عمل لثلاثة عقود ونصف في المعمل، رحلته مع العمل الهشّ .يستقر المعمل في تونس، ويستهلّ داخله فؤاد (محمد أمين الحمزاوي)، الشاب الباحث عن معنى لحياته، مسيرته المهنيّة. هنا تبدأ تقاطعات وانفصالات ضفتي المتوسط. وقد بدأ وليد مطار مشواره السينمائي في الجامعة التونسية للهواة، وقد مثل الوثائقي القصير «اولاد الفكرونة» (سنة 2005) دخوله إلى الاحتراف السينمائي وتلاه «صباح الخير» بإخراج مشترك مع ليلى بوزيد ، ليصبح في رصيده أربعة أفلام قصيرة أخرى وهي «دا جورجيو» (سنة 2006) وتنديد (سنة 2010) وأضحية (سنة 2011) و»بابا نويل» (سنة 2012) و»شرش» فيلمه الروائي الطويل الأول.