فاز الكاتب والروائي والجامعي التونسي شكري المبخوت بجائزة الملك فيصل العالمية في فرع اللغة العربية والأدب وهو أحد خمسة فروع تشملها الجائزة. وكان موضوع هذا الفرع للدورة الأربعين للجائزة، الدراسات التي تناولت السيرة الذاتية في الأدب العربي. وقالت لجنة اختيار الجائزة في بيان أول أمس الأربعاء 10 جانفي، إنها توجت شكري المبخوت لمبررات منها «الأصالة في معالجة موضوعات السيرة الذاتية العربية وتحليلها، وقدرته على تمثل المنجز النظري واستنطاق القيم الفنية والفكرية، وتعدد المداخل النقدية وتوظيفها في دراساته، ورصانة اللغة النقدية وجمالياتها في تحليل السيرة». وكانت مؤسسة الملك فيصل الخيرية في السعودية قد أطلقت جائزة الملك فيصل العالمية، التي مُنحت للمرة الأولى عام 1979، لمكافأة الأفراد والمؤسسات على إنجازاتهم في خمسة فروع هي خدمة الإسلام والدراسات الإسلامية والطب والعلوم بجانب اللغة العربية والأدب. كان أول من حاز على الجائزة في نسختها الأولى كل من أبي الأعلى المودودي في مجال خدمة الإسلام، وفؤاد سزكين في مجال الدراسات الإسلامية كما أن إحسان عباس وعبد القادر القط هما أول من حاز على الجائزة في مجال اللغة العربية والأدب سنة 1980 مناصفة بينهما. كما يُعد ديفيد مورلي أول من نال الجائزة في مجال الطب وذلك سنة 1982، وفي مجال العلوم كان من فاز هما كل من هاينريخ روهرير وجيرد بينيج، بينما كانت جانيت راولي أول امرأة تحصل على الجائزة، وقد حازت عليها في مجال الطب مشتركة مع ملفن فرانسيس غريفز سنة 1988. تُعلن أسماء الفائزين بالجائزة عادةً في شهر جانفي من كلّ عامٍ على أن تتم مراسم تسليمها خلال شهرين من الإعلان عن الفائزين وذلك في مقر مؤسسة الملك فيصل الخيرية بمدينة الرياض. وقد فاز 253 شخصية بالجائزة بمختلف فروعها منذ إنشائها حتى سنة 2017 وهم يمثلون 44 دولة، ومن الفائزين من نالوا بعد ذلك جوائز عالمية أخرى بارزة مثل جائزة نوبل. ويحصل الفائزون على ميدالية ذهبية يحمل أحد وجهيها صورة الملك فيصل وفرع الجائزة مكتوبا باللغة العربية فيما يحمل الوجه الآخر شعار الجائزة وفرعها مكتوبا باللغة الإنقليزية إضافة إلى مبلغ قيمته ألف ريال سعودي (حوالي 200 ألف دولار). وتجدر الإشارة إلى أن شكري المبخوت الجامعي والروائي سبق له أن فاز بجائزة البوكر للرواية العربية سنة 2015 عن روايته «الطلياني» وهي المرة الأولى التي يحصل فيها كاتب تونسي على الجائزة منذ بعثها كما فاز بجائزة الكومار الذهبي بتونس عن نفس الرواية في دورة 2015 وهو يشرف على معرض تونس الدولي للكتاب للدورة الثانية على التوالي (2017 -2018 ). وتضاف هذه الجائزة إلى رصيد التونسيين من التتويجات العالمية الهامة فقد حصدت تونس في الأعوام الأخيرة العديد من الجوائز العالمية بفضل أبنائها المبدعين في مختلف مجالات الفنون والآداب الذين رفعوا فعلا رايتها عاليا وأكدوا أنها أرض الحضارة وأرض الفن والخلق والإبداع.