قدم محمود الأحمدي، مدير المهرجان، تفاصيل برنامج الدورة الأولى لمهرجان الجريد الثقافي والسياحي، الذي سينتظم بولاية توزر من 1 إلى غاية 3 فيفري القادم. وبين في ندوة صحفية انتظمت صباح أمس بدار الثقافة ابن رشيق بالعاصمة بحضور قيس براني كاتب عام المهرجان والجمعية التونسية للتنشيط الثقافي والسياحي، الدورة التأسيسية للمهرجان هي دورة تحدي بامتياز نظرا لما واجهته انطلاقة المهرجان من صعوبات وعراقيل عطلته رغم أنه كان مرشحا ليرى النور منذ سنوات. وتحمل الدورة الأولى شعار «موسيقى وسياحة بلا حدود» شارك في تنظيمه ودعمه كل من وزارة الشؤون الثقافية ممثلة في المندوبية الجهوية للثقافة بتوزر ووزارة السياحة والصناعات التقليدية والديوان الوطني للسياحة وغيرها من الهياكل الجهوية. وأكد في نفس الندوة أن هيئة المهرجان اختارت المراهنة في الدورة التأسيسية على الخصوصيات الثقافية والحضارية والطبيعية للجهة والتي من شانها المساهمة في تنشيط الحركة الاقتصادية والتنموية وذلك من خلال إعادة إحياء بعض الصناعات التقليدية التي عرفت بها الجهة وكانت تعرف نشاطا كبيرا في المواسم السياحية ولكنها عرفت ركودا كبيرا في السنوات الأخيرة بسبب ركود الحركة السياحية في الجهة وذلك بتوزيع فقرات البرنامج بين مدينة توزر والشبيكة وتمغزة وميداس وعدة مناطق أخرى. وكشف مدير المهرجان في نفس الندوة عن برنامج المهرجان وبين أن وزارة الشؤون الثقافية دعمت المهرجان بعرضين الأول للفنان معز الطرودي وسيكون في سهرة اليوم الثاني للمهرجان والعرض الثاني للفنانة ألفة بن رمضان سيكون في اليوم الختامي. وبين أن البرنامج سيكون ثريا ومتنوعا بعروض أخرى تتراوح بين العروض الفولكلورية والفرجوية الضخمة والموسيقى الالكترونية والعكاظيات الشعرية والغناء البدوي وغيرها. وذكر من بين المشاركين في المهرجان التي تتواصل عروضه كامل أيام المهرجان، مشهدية «سبيليكوم زمان» وهي مشهدية احتفالية تجسد نماذج من الحياة اليوم ومظاهر الفرحة بالواحات الجبلية تشارك فيها فرق موسيقية شعبية وصوفية وبدوية ومجموعة من الفرسان وقافلة للإبل. وتشارك في نفس المهرجان مجموعات وفرق موسيقية أخرى على غرار الفنان الشعبي محمود العرفاوي ومجموعة قصابة الرديف ومجموعة أولاد الديوان ومجموعة حافظ القصاب للغناء البدوي وغيرهم. إضافة إلى تنظيم عرض للأزياء التقليدية الخاصة بجهة الجريد في السهرة الختامية للمهرجان بأحد النزل بالجهة. من جهته أكد قيس براني كاتب عام المهرجان أن برنامج المهرجان موجه بالأساس للشباب والنساء والأطفال وخص بالذكر منهم أبناء المناطق الريفية بالجهة المحرومين من إمكانيات الترفيه وذلك من خلال مساهمة المؤسسات الثقافية والشبابية بالجهة فضلا عن دور الشباب المتنقلة. لذلك يتضمن البرنامج عروضا مسرحية وسينمائية بالجملة موجهة لهذه الشريحة فضلا عن الورشات التكوينية في مجالات ثقافية مختلفة. واعتبر نجاح المهرجان لا يرتبط بالدعم المالي فقط وإنما أرجع ذلك لدعم ومساندة أبناء الجهة لهذا المهرجان. كما أفاد محمود الأحمدي أن المراهنة على الموروث الثقافي والموسيقي بالجريد والمناطق الحدودية المتاخمة له من خصوصيات المهرجان الذي يهدف لتنشيط المنطقة والدفع نحو تحريك عجلة السياحة فيها خاصة أن توجه هيئته والجهات الداعمة لهذه الدورة لتدويل المهرجان انطلاقا من الدورة القادمة على نحو يلعب دوره كمهرجان ثقافي وسياحي من بابه الواسع. خاصة أن المهرجان يتنزل في سياق تشجيع المواطنين على إيجاد بدائل لتنشيط الحركة السياحية بالجهة لاسيما بعد أن أغلقت أغلب النزل بسبب الصعوبات المالية وذلك ببعث «دور الضيافة»وتشجيع الجمعيات ونشطاء المجتمع المدني على الانخراط في هذا المسار التنموي.