عرض «مولاي لي عمل» هو عنوان كوميديا موسيقية ضخمة تجمع بين الغناء والرقص والتمثيل، للمخرج المسرحي صابر الحامي عن فكرة وسيناريو وحوار للشاعرة حنان قم بمشاركة الفنان لطفي بوشناق. هذا العمل، الذي ساعد في إخراجه كل من الكوريغرافي حافظ زليط والمسرحية وداد العلمي، مدعوم من وزارة الشؤون الثقافية ليكون جاهزا للعرض في افتتاح مدينة الثقافة في مارس القادم إضافة إلى ترشيحه لافتتاح الدورة الرابعة والخمسين لمهرجان قرطاج الدولي. والهام في هذا العمل أنه يجمع عديد الأسماء الرائدة في مجالات فنية وأدبية لأول مرة على الركح في أوبيريت موسيقية أقرب ما تكون لعرض مسرحي فني متكامل سيكون في مقدمتها الفنان لطفي بوشناق الذي يشارك في الحوارات الغنائية ب12 أغنية لشعراء من تونس وعرب، تولى تلحين عشرة منها، إلى جانب مشاركة الشعراء منصف المزغني والشاعر الشعبي أحمد البناني وحنان قم إضافة إلى الفنانة نجاة مبارك وخولة طاوس ومغني «الراب» الشباب «نينجا» بعد أن استحالت مشاركة حسان الدوس. وتحدثت صاحبة فكرة هذا المشروع والسيناريو عن عملها فقالت «إنها كتبته وصاغت تفاصيله بكل حب» وشبهته برحلة فنانة وشاعرة معاصرة تبحث عن ذاتها في ذاكرة الشعراء ووجدان العشاق لتحمل مشاهد العرض إلى فضاء إبداعي جمالي في محاولة للتجنيح والهروب من مشاغل الواقع وتشتت المشاعر وعبثية الأقدار إلى عالم افتراضي فني أرحب يجمع كل الفنون ويكون منتهاه في عالم التصوف والروحانيات». وتجدر الإشارة إلى أن هذا العمل الضخم يسجل حضور عديد الشعراء سواء من خلال حضور بعضهم على الركح وتجسيد أدوارهم على غرار كل من منصف المزغني والشاعر الشعبي أحمد البناني أو استحضار شعراء كبار في هذا العمل من خلال توظيف أشعارهم عل غرار آدم فتحي وماجد يوسف وأبي القاسم الشابي واحمد فؤاد نجم وهشام الجخ ومحمد منجي الحلبي وغيرهم إلى جانب العودة إلى شعراء عرب قدامى على غرار عنترة بن شداد وقيس بن الملوح وجميل بن معمر وابن زيدون وابن الفارض إضافة إلى «شكسبير». خلاف أم اختلاف؟ رافق دخول فريق العمل في مرحلة متقدمة من التحضير لهذا العمل إشكال حول مشاركة الفنان حسان الدوس في العمل باعتبار أنه كان مرشحا للقيام بدور هام في هذا العرض الذي يقوم على حوار ثنائي ركحي غنائي راقص. وباستفساره حول هذه المسألة نفى حسن الدوس ان يكون هناك أي اشكال بل أكد أن الخلاف القائم يتمثل في عدم التوصل إلى اتفاق مع الجهة المنتجة للعمل. وأضاف في نفس السياق قائلا:»في الحقيقة أعجبني هذا المشروع المقترح لي للمشاركة فيه، رغم أني لم أعرف كامل تفاصيل العمل. وطالما أني لم أمض أي عقد في الإطار وجدت أني غير قادر على المشاركة فيه نظرا لالتزاماتي خلال الصائفة بالمشاركة في عرضي الخاص في عديد المهرجانات». وبيّن حسان الدوس أن عرضه الخاص مرشح للمشاركة في الدورة القادمة لمهرجان قرطاج الدولي وغيره من المهرجانات الدولية الكبرى الأمر الذي يجعله يرفض المشاركة في مشروع «مولاي لي عمل». من جهتها أكدت صاحبة فكرة هذا المشروع أن الجهة المنتجة قررت التخلي عن مشاركة هذا الفنان بعد ان أبدى موافقته على الاضطلاع بدور في الكوميديا الموسيقية. وأكدت أنه وبعد محاولات عديدة لإيجاد صيغ للتفاهم والعمل لم يتسن الاتفاق معه. في المقابل تقرر أن يضطلع بالدور الذي كان مرشحا له حسان الدوس بآداء أغنيتين، مغني «الراب» الشاب «نينجا» الذي يشارك بدوره في نفس العمل. لوحة فرجوية متكاملة أكد مخرج العمل صابر الحامي أن ما يميز هذا العمل أنه يقطع مع أشكال العروض الموسيقية الفرجوية النمطية التي تكون أقرب ما تكون للمنوعاتية وذلك على مستوى الحركة والبناء الدرامي والصراع الذي يقوم عليه العمل. وقال حول هذه المسألة: «هو صراع مولّد لأحداث ومشاهد العمل باعتباره العامل الذي يبني الفعل المسرحي والفرجوي من خلال حركة واحدة وليس في شكل لوحات». وبين أن عرض «مولاي لي عمل» هو ليس مجرد أغاني للفنانين أو رقصات حول تلك الأغاني بل هو عمل متكامل من حيث الفرجة والإضاءة والصوتيات، يتحول فيها شخوص الجوقة من فضاء لآخر ومن مناخ لآخر في مقاربة فنية وجودية يتنقل فيها الجسد عبر مراحل مختلفة تنطلق من البعث وعلاقة آدم وحواء مرورا إلى التجسّد وملامح الوجود الأولى وصولا إلى شوارع المدينة والبحث عن البلد على نحو يبعث فضاء تحضر فيه جميع التعبيرات الفنية. وبين أنه حرص وفريق العمل على تقديم صورة مختلفة عن السائد وذلك من خلال التجديد في منطق الفرجة من أجل الوصول إلى مرحلة الابهار والمتعة السمعية البصرية. وأكد مخرج العمل أنه لم يجد صعوبة في التعامل مع الأسماء المشاركة في العمل خاصة منها لطفي بوشناق والشاعرين منصف المزغني وأحمد البناني باعتبار ان الجميع ألف هؤلاء في شكل حضور يختلف عما هندسه في هذا العرض. وقال في نفس السياق: «في الحقيقة وجدت قدرة كبيرة لدى هؤلاء على التمثيل والآداء والتعبيرة التي فيها تلوّن». وفيما يتعلق بمدى تأثير مغادرة حسن الدوس للفريق قال صابر الحامي: «أعترف أن خروجه لم يؤثر على العمل ولم يخل بتوازن العمل لأن المشروع ليس مرتبطا بأشخاص وإنما بنص وروح وصراع». وفي جانب آخر من حديثه عن عرض «مولاي لي عمل» أكد نفس المخرج أنه فعلا مرشح للمشاركة في عدة مهرجانات كبرى بما في ذلك مهرجانات قرطاج والحمامات والجم وغيرها ولكن لم تطرح بعد مسالة الافتتاحات» باستثناء العرض الذي سيقدم يوم 22 مارس القادم في إطار افتتاح مدينة الثقافة.