أضحت اليوم تطبيقة لعبة «الحوت الأزرق» بمثابة الهاجس الذي يؤرق الأولياء بالنظر إلى خطورة اللعبة التي حصدت إلى حدّ اللحظة ثلاث أرواح. ولان التورط في هذه اللعبة يعتبر مسالة خطيرة بما أن الأطفال الذين انساقوا وراءها لا يسمح لهم بالانسحاب منها. وإن حاول أحدهم القيام بذلك فان القائمين على اللعبة يهدّدونه ويبتزّونه بالمعلومات التي وفرها لهم. كما يهدّد القائمون على اللعبة المشاركين الذين تراودهم فكرة الانسحاب بقتلهم مع أفراد عائلتهم. من هذا المنطلق كانت الحصيلة كالأتي: توفي مساء الأحد 11 فيفري 2018 طفل يبلغ من العمر 13 سنة أصيل منطقة زغوان منتحرا شنقا داخل منزل عائلته نتيجة إدمانه للعبة الحوت الأزرق. وأقدمت مساء الخميس 15 فيفري 2018، فتاة تدعى «أمل» أصيلة ولاية المنستير وتبلغ من العمر 14 سنة على الانتحار شنقا بسبب هذه اللعبة أيضا. كما أكّد حاتم صمود والد الفتاة التي انتحرت مؤخرا في مدينة قليبية أن ابنته انتحرت نتيجة لعبة الحوت الأزرق. وفي هذا الخضم يطرح سؤال ملحّ: ما الذي يعوق الهياكل المعنية عن حجب لعبة الحوت الأزرق حفاظا على حياة أطفالنا؟ ردّا على هذا التساؤل أورد مصدر مطلع من وزارة تكنولوجيات الاتصال في تصريح ل»الصباح» انه بإمكان حجب لعبة الحوت الأزرق بمقتضى أمر قضائي موضّحا في السياق ذاته أن «صنصرة» هذه اللعبة لا يعني التخلّص منها نهائيا بالنظر إلى وجود وسائل أخرى قد تساهم في انتشارها. كما أضاف المتحدّث أن عملية حجبها ستكون بمثابة الدعاية المجانية لها داعيا في السياق ذاته الأولياء إلى عدم التخلّص من شغب وصخب أبنائهم عبر اللّوحات الرقمية معتبرا أن الأمر يشكّل خطرا كبيرا على سلامة الأطفال ومن غير المعقول تركهم يبحرون لساعات على الانترنات دون مراقبة من قبل أوليائهم، موضحا من جانب آخر انه في صورة تدخّل النيابة العمومية فان الوزارة تتحرك وتحجب هذه اللعبة. تجدر الإشارة إلى أن المندوب الجهوي لحماية الطفولة بتونس أنيس عون الله أكد في تصريح إعلامي أول أمس أن مختلف الوزارات المعنية بصدد العمل على إيجاد حلول للتصدي للألعاب التي تشكل تهديدا لسلامة الأطفال على غرار لعبة الحوت الأزرق وغيرها مشددا على أهمية دور الأولياء في متابعة أي تغيير يطرأ على سلوك أبنائهم علما أن تطبيقة «الحوت الأزرق» هي لعبة طوَّرها شباب روس تتضمّن وفق ما ذكرته مصادر إعلامية 50 مستوى وتكون تحدياتها الأولى مشاهدة فيلم رعب في ساعات متأخرة من الليل، وتصل إلى تحدي رسم حوت على الذراع بآلة حادة أو التعرض لقطار، ويكون هذا هو التحدي الأخير، الذي على اللاعب كسبه». وفي منتصف مراحل اللعبة فانه يتعين «على الشخص محادثة أحد المسؤولين عن اللعبة لكسب الثقة والتحول إلى «حوت أزرق»، وبعد كسب الثقة يُطلب من الشخص ألا يكلم أحداً بعد ذلك، ويستمر في التسبب بجروح لنفسه عن طريق استخدام آلات حادة مع مشاهدة أفلام الرعب، إلى أن يصل اليوم الخمسون، الذي يُطلب فيه منه الانتحار إما بالقفز من النافذة وإما بالطعن بسكين «حسب ما أكدته مصادر إعلامية. يذكر ان لعبة الحوت الازرق قد حصدت أرواحا كثيرة في مختلف دول العالم حيث انتحر جراءها ثلاثة أطفال شنقا بالجزائر كما قتل أربعون طفلا في البرازيل وطفلان في الأرجنتين. كما شهدت بقية الدول على غرار تشيلي وكولومبيا وصربيا وإسبانيا وفنزويلا والبرتغال والولايات المتحدة وفيات في صفوف الأطفال جراء لعبة الحوت الأزرق..