انتظمت الدورة الثالثة لجوائز نساء تونس المستثمرات يوم 28 فيفري بنزل بالعاصمة. وللمرة الثالثة على التوالي وببادرة من مجلة «لي ماناجار» بالشراكة مع مؤسسة فريديش نيومان من أجل الحرية يقع تتويج أفضل النساء اللواتي تميزن بعملهن في مجالات اقتصادية وثقافية وكن فيها صاحبات المبادرة وصاحبات المشروع. وقد منحت لجنة التحكيم التي تكونت من مسؤولين ممثلين عن بنوك ومؤسسات اقتصادية إضافة إلى ممثلي مؤسسة فريديريش نيومان ومجلة» Le Manager» ، أربع جوائز إلى نساء متميزات في مجالهن وجائزة كبرى لمستثمرة العام (2017) وكانت النتائج كالآتي: آلت جائزة الاسثمار الفلاحي للبنى دمس عن مشروعها المتمثل في استخراج الزيوت الطبيعية من نبتة التين الشوكي المعدة للاستخدام في مجال التغذية والتجميل. وآلت جائزة الصناعات التقليدية إلى المستمثرة حياة نصرة (مختصة في صناعة المنسوجات التقليدية) أما جائزة الثقافة فقد آلت إلى سيرين قنون. وآلت جائزة التكنولوجيا الحديثة والخدمات إلى آمنة بن علي. آما الجائزة الكبرى لعام 2017 فقد فازت بها الصناعية (مختصة في صناعة المعادن والصناعة الميكانيكية) ليلى بن بريك عيادي. ولئن وجب التنويه بالمتوّجات في مختلف المجالات لتميزهن بابتكارات جديدة ومهمة وفق ما وقع التنصيص عليه بمناسبة منحهن التكريمات فإننا نخص بالذكر في هذا الباب الفائزة في المجال الثقافي . سيرين قنون على خطى عز الدين قنون فسيرين قنون أثبتت أن الشجرة عندما تحصل على العناية اللازمة تورق وتمنح أفضل الثمار وسيرين قنون هي كريمة المسرحي الراحل عز الدين قنون الذي غرس فيها تلك القناعة بقيمة الفن ودوره في المجتمعات. فعز الدين قنون يشهد له بأنه منح حياة جديدة إلى قاعة الحمراء بالعاصمة التي كانت مهجورة سنين طويلة وحوّلها إلى بيت للفنون منذ سنة 1987 ولكن رحيله المفاجئ (2005) جعل الملاحظين يخشون من اندثار المشروع الذي منحه من روحه الكثير. وها أن سيرين قنون تؤكد يوما بعد يوم أنها ليست الوريثة البيولوجية لعز الدين قنون فقط وإنما المؤتمنة على حلمه وعلى مشروعه الفني، بل هي تسعى لتطويره وجعله ملجأ الشباب المتعطش للفن. وقد جعلت من فضاء الحمراء منصة للعمل وللإبداع والإبتكار وهي تنتج سنويا مجموعة من العروض المسرحية والعروض الكوريغرافية. وبالإضافة إلى ذلك فإن مسرح الحمراء يحتضن مركزا عربيا إفريقيا للتكوين والبحوث المسرحية موجه للشباب والمهنيين من البلدان العربية والإفريقية والمشتغلين في مختلف الاختصاصات الفنية على غرار المهن الفنية والتقنيات الركحية. مع العلم أن بنوكا ومؤسسات اقتصادية تتبنى الجوائز من ذلك أن جائزة الثقافة مثلا مدعومة من بنك الإسكان. وتحمل التظاهرة فلسفة واضحة وهي الاحتفاء بالمرأة صاحبة المبادرة الخاصة بالتوازي مع تشجيع النساء على اقتحام مجال الاستثمار.