افرجت الهيئة المستقلة للانتخابات امس في ندوة صحفية عن النتائج النهائية لعملية التثبت في القائمات المترشحة للانتخابات البلدية القادمة، وقد أفضى غربال الهيئة لاسقاط 106 قائمات بين حزبية ومستقلة وائتلافية لتضع عملية الغربلة حركة النهضة كاول حزب محافظ على قائماته ال350 يليه نداء تونس ب 345قائمة يليه حزب التيار الديمقراطي ب69 قائمة من أصل 72 ومشروع تونس ب67 قائمة من أصل 84 وحراك تونس الإرادة ب 46 قائمة من أصل 47. اما فيما يتعلق بالقائمات الائتلافية ستدخل الجبهة الشعبية ب119 قائمة انتخابية من 132 في حين يدخل الائتلاف المدني والمتكون من 11 حزبا ب34 قائمة بعد ان تقدم ب 43 قائمة. ووفقا لما أعلنه رئيس الهيئة المستقلة للانتخابات محمد التليلي المنصري، أنه تم قبول ترشح 53855 شخصا للانتخابات البلدية، 45150 مترشحا في القائمات الأصلية و8705 في القائمات التكميلية. وفي سياق متصل أفاد رئيس الهيئة العليا المستقلة للإنتخابات محمد التليلي المنصري خلال الندوة الصحفية التى خصصت للاعلان عن النتائج الأولية للقائمات المقبولة بأن هناك 53855 مترشحا للإستحقاق الإنتخابي القادم من بينهم 1740 من ذوي الإحتياجات الخصوصية. وبالنسبة للفئة العمرية قال إن نسبة المترشحين من الفئة العمرية الأقل من 35 سنة بلغت 52.7 % و ما بين 36 إلى 45 سنة بلغت 23.83% و ما بين 46 إلى 60 سنة بلغت 19.68 % في حين بلغت نسبة المترشحين الذين يفوق عمرهم ال60 سنة 4.41 %. غياب الجدية وعن أسباب سقوط اكثر من 100قائمة أوضح المنصري «أنه وقع رفض 7 قائمات لعدم احترامها لمبدإ التناصف الافقي في رئاسة القائمات، و24 قائمة لأن عدد المترشحين في القائمة الأصلية أقل من عدد المقاعد المخصصة للدائرة الانتخابية، و21 قائمة لافتقاد القائمة الأصلية والتكميلية لمترشح سنه لا يزيد عن 35 سنة يوم تقديم المطلب، و19 قائمة لعدم توفر صفة الناخب، و4 قائمات لغياب شرط التعريف بالامضاء بمطالب الترشح، علاوة على رفض مجموعة أخرى من القائمات لأسباب أخرى تتمثل أهمها في عدم استكمال الوثائق خلال فترة البت وتجاوز الاجال القانونية لتصحيح القائمة. ويكشف تصريح المنصري ان عددا من الاحزاب والائتلافات عملت على تجميع ممثليها في القائمات المقدمة دون التثبت في ابسط الشروط على غرار السن او توفر صفة الناخب او حتى لغياب شرط التعريف بالامضاء وهو تاكيد صريح على ان هناك نية من قبل الائتلافات والأحزاب لضمان اكبر عدد ممكن من القائمات على الحساب الشروط الاساسية المطروحة من قبل الهيئة فسقوط 19 قائمة مثلا لعدم توفر صفة الناخب يدفعنا للسؤال عن طبيعة المواطنين في تلك القائمات اصلا ذلك ان اهم صفة الناخب ان يكون نقيا من سوابقه العدلية او منتم للدائرة البلدية التي ترشح فيها كما ان سقوط 4 قائمات لغياب شرط التعريف بالامضاء يدفعنا للبحث عن جدية تلك القائمات. سباق الشعبية رغم خسارته لخمس قائمات فان حزب نداء تونس قد يصنع توازناته السياسية والشعبية من خلال القائمات المستقلة التي يدعمها الحزب والتي تحمل في جلها «فبحيث» وهي تتوزع على نحو 50قائمة في مختلف الجهات وأساسا بجهة الساحل وتونس كبرى وبنزرت وزغوان نفس الشيء بالنسبة لقائمات الائتلاف المدني الذي يدخل السباق الانتخابي بأبعاده الثلاث حزبيا وائتلافيا ومستقلة وهي قائمات تحمل اما شعار حزب من الاحزاب 11 المشكلة للائتلاف او عنوان احد الاحزاب على غرار قائمات افاق زغوان الراجعة بالنظر الى افاق تونس او قائمة باردو اولا الراجعة لحزب تونس اولا او قائمة المستقبل للقصرين الراجعة لحزب المستقبل وهي قائمات منتشرة في العديد من الدوائر والجهات. احزاب تمتد.. واُخرى تتقلص من المفاجآت التي كشفتها ارقام هيئة الانتخابات امس بروز عدد كبير من الاحزاب على غرار حزب حركة الشعب الذي يدخل الانتخابات البلدية ب40 قائمة ينتشر جلها بالدوائر البلدية بجهة الجنوب اما الحزب الدستوري الحر فقد استطاع ان يشكل 31 قائمة حيث يحصل نجاحه في وقت عرف فيه الحزب خلافات حادة بين قياداته بلغت حد المحاكم. وفِي واقع الامر يبقى التميز لحزبي البناء الوطني المحافظ على تماسكه منذ مؤتمره الماضي وانتخاب رياض الشعيبي أمينا عاما له كما ان الحزب الاشتراكي نجح في تشكيل قائماته التي تتكون في جزء كبير منها من الطلبة وبخصوص حزب بني وطني فيمكن القول ان مراهنته على الذات في تشكيل القائمات يعد فرصة للحديث عن شجاعة مؤسسه سعيد العايدي الذي خير الدخول الانتخابات بشكل متفرد عن التشكيلات الائتلافية الآخري. ورغم النجاح في تشكيل القائمات في انتظار الكلمة الفصل بعد التصويت فمن الملاحظ ان احزاب اخرى قد غادرت الحياة السياسية بشكل لافت كما هو حال حزب البديل الذي يغيب عن الانتخابات بعد سقوط قائماته الأربع هذا دون الحديث عن الاحزاب التي قاطعت الانتخابات لدواع غير مفهومة في حين ان الواقع يؤكد خوفها من الفشل في إعداد قائمات قد تمثلها فكان التخفي وراء المقاطعة اسلم من المشاركة. وفِي المحصلة لئن نجحت الاحزاب والقائمات في تخطي الفصل الاول من الانتخابات بتشكيل القائمات فان الفصل الثاني اَي الحملة الانتخابية تبقى محرار لقياس التفاعلات الشعبية مع هذا او ذاك في انتظار الفصل الحاسم والأخير يوم التصويت.
